الزبير، قَالَ عُرْوَة: خَاصم الزبير رجلا ... وَذكر نَحوه. وَزَاد: فاستوعى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حينئذٍ للزبير حَقه. وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قبل ذَلِك أَشَارَ على الزبير بِرَأْي أَرَادَ فِيهِ سَعَة لَهُ وللأنصاري، فَلَمَّا أحفظ الْأنْصَارِيّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم استوعى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم للزبير حَقه فِي صَرِيح الحكم. قَالَ عُرْوَة: قَالَ الزبير: وَالله مَا أَحسب هَذِه الْآيَة نزلت إِلَّا فِي ذَلِك: {فَلَا وَرَبك} الْآيَة.
١٧٥ - الثَّانِي: عَن عبد الله بن الزبير قَالَ: كنت يَوْم الْأَحْزَاب جعلت أَنا وَعمر ابْن أبي سَلمَة مَعَ النِّسَاء - يَعْنِي نسْوَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - فِي أَطَم حسان بن ثَابت، فَنَظَرت فَإِذا أَنا بالزبير على فرسه يخْتَلف إِلَى بني قُرَيْظَة، فَلَمَّا رَجَعَ قلت: يَا أَبَت، رَأَيْتُك تخْتَلف. فَقَالَ: وَهل رَأَيْتنِي يَا بني؟ قلت: نعم. قَالَ: أما وَالله لقد جمع لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَبَوَيْهِ فَقَالَ: " فدَاك أبي وَأمي " قَالَ بعض الروَاة فِيهِ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من يَأْتِ بني قُرَيْظَة فيأتيني بخبرهم "؟ فَانْطَلَقت، فَلَمَّا رجعت جمع لي أَبَوَيْهِ.
أَفْرَاد البُخَارِيّ
١٧٦ - الأول: وَصِيَّة الزبير: عَن عبد الله بن الزبير قَالَ: لما وقف الزبير يَوْم الْجمل دَعَاني فَقُمْت إِلَى جنبه فَقَالَ: يَا بني، إِنَّه لَا يقتل الْيَوْم إِلَّا ظالمٌ أَو مظلوم، وَإِنِّي لَا أَرَانِي إِلَّا سأقتل الْيَوْم مَظْلُوما، وَإِن من أكبر همي لديني، أفترى ديننَا يبقي من مالنا شَيْئا؟ ثمَّ قَالَ: يَا بني، بِعْ مالنا واقض ديني. وَأوصى بِالثُّلثِ