للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَأبي بكر، فَسَلمُوا عَلَيْهِمَا وَقَالُوا:

اركبا آمِنين مطاعين. فَركب نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَبُو بكر وحفوا دونهمَا بِالسِّلَاحِ، فَقيل فِي الْمَدِينَة: جَاءَ نَبِي الله، جَاءَ نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.

فَأقبل يسير حَتَّى نزل جَانب دَار أبي أَيُّوب، فَإِنَّهُ ليتحدث أَهله، إِذْ سمع بِهِ عبد الله بن سَلام وَهُوَ فِي نخل لَهُ يخْتَرف لَهُم فِيهَا، فَعجل أَن يضع الَّذِي يخْتَرف لَهُم فِيهَا فجَاء وَهِي مَعَه، فَسمع من نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ رَجَعَ إِلَى أَهله، فَقَالَ نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَي بيُوت أَهْلينَا أقرب؟ " فَقَالَ أَبُو أَيُّوب: أَنا يَا نَبِي الله، هَذِه دَاري، وَهَذَا بَابي. قَالَ: " فَانْطَلق فهيئ لنا مقيلاً ". قَالَ: قوما على بركَة الله.

فَلَمَّا جَاءَ نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جَاءَ عبد الله بن سَلام فَقَالَ:

أشهد أَنَّك رَسُول الله وَأَنَّك جِئْت بِحَق، وَقد علمت يهود أَنِّي سيدهم وَابْن سيدهم، وأعلمهم وَابْن أعلمهم، فادعهم فاسألهم عني قبل أَن يعلمُوا أَنِّي قد أسلمت، فَإِنَّهُم إِن يعلمُوا أَنِّي قد أسلمت قَالُوا فِي مَا لَيْسَ فِي. فَأرْسل نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَيْهِم فَدَخَلُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَا معشر الْيَهُود، وَيْلكُمْ، اتَّقوا الله، فوَاللَّه الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ إِنَّكُم لتعلمون أَنِّي رَسُول الله حَقًا، وَأَنِّي جِئتُكُمْ بحقٍّ، فأسلموا " فَقَالُوا: مَا نعلمهُ. قَالُوا للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَهَا ثَلَاث مَرَّات قَالَ: " فَأَي رجلٍ فِيكُم عبد الله بن سَلام؟ " قَالُوا: ذَلِك سيدنَا وَابْن سيدنَا، وَأَعْلَمنَا وَابْن أعلمنَا. قَالَ: " أَفَرَأَيْتُم إِن أسلم؟ " قَالُوا: حاشا لله، مَا كَانَ ليسلم. قَالَ: " أَفَرَأَيْتُم إِن أسلم؟ " قَالُوا: حاشا لله، مَا كَانَ ليسلم. قَالَ: " أَرَأَيْتُم إِن أسلم؟ " قَالُوا: حاشا لله، مَا كَانَ ليسلم. قَالَ " يَا ابْن سَلام، اخْرُج عَلَيْهِم " فَخرج فَقَالَ: يَا معشر الْيَهُود، اتَّقوا الله، فوَاللَّه الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ، إِنَّكُم لتعلمون أَنه رَسُول الله، وَأَنه جَاءَ بِالْحَقِّ، قَالُوا: كذبت. فَأخْرجهُمْ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.

٢٠٧١ - السَّابِع وَالْخَمْسُونَ: عَن حميد عَن أنس قَالَ: كَانَت الْأمة من إِمَاء الْمَدِينَة لتأْخذ بيد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فتنطلق بِهِ حَيْثُ شَاءَت.

<<  <  ج: ص:  >  >>