ثمَّ قَامَ إِلَيْهِ أَبُو سروعة عقبَة بن الْحَارِث. وَكَانَ خبيباً هُوَ سنّ لكل مُسلم قتل صبرا الصَّلَاة، وَأخْبر - يَعْنِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - أَصْحَابه بِهِ يَوْم أصيبوا خبرهم، وَيبْعَث نَاس من قُرَيْش إِلَى عَاصِم بن ثَابت حِين حدثوا أَنه قتل أَن يؤتوا بشيءٍ مِنْهُ يعرف، وَكَانَ قتل رجلا من عظمائهم، فَبعث الله لعاصم مثل الظلة من الدبر، فحمته من رسلهم، فَلم يقدروا أَن يقطعوا مِنْهُ شَيْئا.
وَفِي حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة نَحوه، وَفِيه بعد قَوْله:
فَلبث خبيب عِنْدهم أَسِيرًا: فَأَخْبرنِي عبيد الله بن عِيَاض أَن بنت الْحَارِث حدثته أَنهم حِين اجْتَمعُوا اسْتعَار مِنْهَا مُوسَى يستحد بهَا، ثمَّ ذكر مَا بعد ذَلِك عَن ابْن عِيَاض عَنْهَا، إِلَى قَوْله: فَلَمَّا خَرجُوا بِهِ من الْحرم قَالَ: فَقتله ابْن الْحَارِث، وَفِيه: فَاسْتَجَاب الله لعاصم بن ثَابت يَوْم أُصِيب، فَأخْبر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَصْحَابه خبرهم يَوْم أصيبوا.
٢٥٥٥ - الثَّالِث وَالسِّتُّونَ: عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا تحاسد إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رجل آتَاهُ الله الْقُرْآن فَهُوَ يتلوه آنَاء اللَّيْل وآناء النَّهَار، فَهُوَ يَقُول: لَو أُوتيت مثل مَا أُوتِيَ هَذَا لفَعَلت كَمَا يفعل، وَرجل آتَاهُ الله مَالا فَهُوَ يُنْفِقهُ فِي حَقه فَيَقُول: لَو أُوتيت مثل مَا أُوتِيَ لفَعَلت كَمَا يفعل ".