للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٨٠٦ - الرَّابِع عشر: عَن أبي ظبْيَان حُصَيْن بن جُنْدُب الْجَنبي عَن أُسَامَة قَالَ: بعثنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الحرقة من جُهَيْنَة، فصبحنا الْقَوْم فهزمناهم. قَالَ: وَلَحِقت أَنا ورجلٌ من الْأَنْصَار رجلا مِنْهُم، فَلَمَّا غشيناه قَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله، قَالَ: فَكف عَنهُ الْأنْصَارِيّ، وطعنته برمحي حَتَّى قتلته، فَلَمَّا قدمنَا بلغ ذَلِك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ لي: " يَا أُسَامَة، أقتلته بَعْدَمَا قَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله؟ " قَالَ: قلت: يَا رَسُول الله، إِنَّمَا كَانَ مُتَعَوِّذًا. قَالَ: فَقَالَ " أقتلته بَعْدَمَا قَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله؟ " قَالَ: فَمَا زَالَ يكررها عَليّ حَتَّى تمنيت أَنِّي لم أكن أسلمت قبل ذَلِك الْيَوْم.

وَفِي حَدِيث أبي خَالِد الْأَحْمَر عَن الْأَعْمَش:

بعثنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سريةٍ، فصبحنا الحرقات من جُهَيْنَة، فأدركت رجلا فَقَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله. فطعنته، فَوَقع فِي نَفسِي من ذَلِك، فَذَكرته للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أقَال: لَا إِلَه إِلَّا الله وقتلته؟ " قَالَ: قلت: يَا رَسُول الله، إِنَّمَا قَالَهَا خوفًا من السِّلَاح. قَالَ " أَفلا شققت عَن قلبه حَتَّى تعلم أقالها أم لَا؟ " فَمَا زَالَ يكررها عَليّ حَتَّى تمنيت اني أسلمت يومئذٍ.

قَالَ: فَقَالَ سعد:

وَأَنا وَالله لَا أقتل مُسلما حَتَّى يقْتله ذُو البطين - يَعْنِي أُسَامَة. قَالَ: فَقَالَ رجل: ألم يقل الله: {وقاتلوهم حَتَّى لَا تكون فتْنَة وَيكون الدّين كُله لله} [الْأَنْفَال] فَقَالَ سعد: قد قاتلنا حَتَّى لَا تكون فتْنَة، وَأَنت وَأَصْحَابك تُرِيدُونَ أَن تقاتلوا حَتَّى تكون فتْنَة.

٢٨٠٧ - الْخَامِس عشر: عَن أبي رشدين كريب بن أبي مُسلم عَن أُسَامَة قَالَ: دفع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من عَرَفَة، حَتَّى إِذا كَانَ بِالشعبِ نزل فَبَال، ثمَّ تَوَضَّأ وَلم يسبغ الْوضُوء، فَقلت: الصَّلَاة يَا رَسُول الله. فَقَالَ: " الصَّلَاة أمامك " فَركب، فَلَمَّا جَاءَ الْمزْدَلِفَة نزل فَتَوَضَّأ فأسبغ الْوضُوء، ثمَّ أُقِيمَت الصَّلَاة، فصلى الْمغرب ثمَّ أَنَاخَ كل إِنْسَان بعيره فِي منزله، ثمَّ أُقِيمَت الْعشَاء فصلى، وَلم يصل بَينهَا.

<<  <  ج: ص:  >  >>