الْمُغيرَة، فَقَالَ:" أَي عَم، قل: لَا إِلَه إِلَّا الله، كلمة أُحَاج لَك بهَا عِنْد الله ". فَقَالَ أَبُو جهل وَعبد الله بن أُميَّة:
أترغب عَن مِلَّة عبد الْمطلب؟ فَلم يزل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يعرضهَا عَلَيْهِ، ويعودان لتِلْك الْمقَالة، حَتَّى قَالَ أَبُو طَالب آخر مَا كَلمهمْ: أَنا على مِلَّة عبد الْمطلب، وأبى أَن يَقُول: لَا إِلَه إِلَّا الله. قَالَ رَسُول
الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم:" وَالله لأَسْتَغْفِرَن لَك مَا لم أَنه عَنْك ". فَأنْزل الله عز وَجل:{مَا كَانَ للنَّبِي وَالَّذين آمنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا للْمُشْرِكين وَلَو كَانُوا أولي قربى من بعد مَا تبين لَهُم}[التَّوْبَة] . وَأنزل الله فِي أبي طَالب، فَقَالَ لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم:{إِنَّك لَا تهدي من أَحْبَبْت وَلَكِن الله يهدي من يَشَاء وَهُوَ أعلم بالمهتدين}[الْقَصَص] .
٢٨٧٦ - الثَّانِي: من رِوَايَة قَتَادَة عَن سعيد بن الْمسيب عَن أَبِيه قَالَ: لقد رَأَيْت الشَّجَرَة، ثمَّ أتيتها بعد فَلم أعرفهَا ".
وَفِي رِوَايَة أبي عوَانَة عَن طَارق عَن سعيد عَن أَبِيه:
وَفِي رِوَايَة إِسْرَائِيل عَن طَارق بن عبد الرَّحْمَن قَالَ:
انْطَلَقت حَاجا، فمررت بِقوم يصلونَ، فَقلت: مَا هَذَا الْمَسْجِد؟ قَالُوا: هَذِه الشَّجَرَة حَيْثُ بَايع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بيعَة الرضْوَان. فَأتيت سعيد بن الْمسيب فَأَخْبَرته، فَقَالَ سعيد: حَدثنِي أبي أَنه كَانَ مِمَّن بَايع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَحت الشَّجَرَة، قَالَ: فَلَمَّا خرجنَا من الْعَام الْمقبل نسيناها فَلم نقدر عَلَيْهَا. فَقَالَ سعيد: إِن أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يعلموها وعلمتموها أَنْتُم، فَأنْتم أعلم! .
وَحَدِيث سُفْيَان عَن طَارق مُخْتَصر:
ذكرنَا عِنْد سعيد بن الْمسيب الشَّجَرَة فَضَحِك وَقَالَ: أَخْبرنِي أبي - وَكَانَ شَهِدَهَا. لم يزدْ.