فأقمه عَليّ، فَسكت عَنهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. ثمَّ أعَاد فَقَالَ:
يَا رَسُول الله، إِنِّي أصبت حدا، فأقمه عَليّ، فَسكت عَنهُ، وأقيمت الصَّلَاة، فَلَمَّا انْصَرف نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ أَبُو أُمَامَة: فَاتبع الرجل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين انْصَرف، وَاتَّبَعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنظر مَا يرد على الرجل، فلحق الرجل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله، أصبت حدا فأقمه عَليّ. فَقَالَ أَبُو أُمَامَة: فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَرَأَيْت حِين خرجت من بَيْتك، أَلَيْسَ قد تَوَضَّأت فأحسنت الْوضُوء؟ " قَالَ: بلَى يَا رَسُول الله. قَالَ:" ثمَّ شهِدت الصَّلَاة مَعنا؟ " قَالَ: نعم يَا رَسُول الله. قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " فَإِن الله قد غفر لَك حدك " أَو قَالَ: " ذَنْبك ".
٣٠٠٦ - الرَّابِع: عَن مَمْطُور أبي سَلام عَن أبي أُمَامَة قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " اقْرَءُوا الْقُرْآن، فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْم الْقِيَامَة شَفِيعًا لأَصْحَابه. اقْرَءُوا الزهراوين: الْبَقَرَة وَسورَة آل عمرَان، فَإِنَّهُمَا تأتيان يَوْم الْقِيَامَة كَأَنَّهُمَا غمامتان، أَو كَأَنَّهُمَا غيايتان، أَو كَأَنَّهُمَا فرقان من طير صواف، يحاجان عَن أصحابهما.