أَنْت أبر النَّاس، وأوصل النَّاس، وَقد بلغنَا النِّكَاح، فَجِئْنَا لتؤمرنا على بعض هَذِه الصَّدقَات، فنؤدي إِلَيْك كَمَا يُؤَدِّي النَّاس، وَنصِيب كَمَا يصيبون: فَسكت طَويلا حَتَّى أردنَا أَن نكلمه. قَالَ: وَجعلت زَيْنَب تلمع إِلَيْنَا من وَرَاء الْحجاب:
أَن لَا تكلماه. قَالَ: ثمَّ قَالَ: " إِن هَذِه الصَّدَقَة لَا تنبغي لآل مُحَمَّد، إِنَّمَا هِيَ لأوساخ النَّاس، ادعوا إِلَيّ محمية - وَكَانَ على الْخمس - وَنَوْفَل بن الْحَارِث بن عبد الْمطلب ". قَالَ: فجاءاه فَقَالَ لمحمية: " أنكح هَذَا الْغُلَام ابْنَتك " - للفضل بن الْعَبَّاس - فأنكحه. وَقَالَ لنوفل بن الْحَارِث: " أنكح هَذَا الْغُلَام ابْنَتك " فأنكحني.
وَقَالَ لمحمية: أصدق عَنْهُمَا من الْخمس كَذَا وَكَذَا " قَالَ الزُّهْرِيّ: وَلم يسمه لي.
وَفِي حَدِيث يُونُس بن يزِيد عَن الزُّهْرِيّ نَحوه. وَفِيه قَالَ:
فَألْقى عليٌّ رِدَاءَهُ ثمَّ اضْطجع عَلَيْهِ، وَقَالَ: أَنا أَبُو حسن القرم، وَالله لَا أريم مَكَاني حَتَّى يرجع إلَيْكُمَا ابناكما بحور مَا بعثتما بِهِ إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَقَالَ فِي الحَدِيث: ثمَّ قَالَ: " إِن هَذِه الصَّدقَات إِنَّمَا أوساخ النَّاس، وَإِنَّهَا لَا تحل لمُحَمد وَلَا لآل مُحَمَّد " وَقَالَ أَيْضا: ثمَّ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " ادعوا إِلَيّ محمية بن جُزْء " وَهُوَ رجلٌ من بني أَسد كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اسْتَعْملهُ على الْأَخْمَاس.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute