عَائِشَة لما توفّي سعد بن أبي وَقاص قَالَت: ادخُلُوا بِهِ الْمَسْجِد حَتَّى نصلي عَلَيْهِ، فَأنْكر ذَلِك عَلَيْهَا، فَقَالَت: وَالله لقد صلى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على ابْني بَيْضَاء فِي الْمَسْجِد: سُهَيْل وأخيه.
وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث عباد بن عبد الله بن الزبير أَن عَائِشَة
أمرت أَن يمر بِجنَازَة سعد بن أبي وَقاص فِي الْمَسْجِد فَتُصَلِّي عَلَيْهِ، فَأنْكر النَّاس ذَلِك عَلَيْهَا.
فَقَالَت: مَا أسْرع مَا نسي النَّاس، مَا صلى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على سُهَيْل بن الْبَيْضَاء إِلَّا فِي الْمَسْجِد.
وَفِي رِوَايَة مُوسَى بن عقبَة عَن عبد الْوَاحِد بن حَمْزَة قَالَ:
لما توفّي سعد بن أبي وَقاص أرسل أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يمروا بجنازته فِي الْمَسْجِد فيصلين عَلَيْهِ، فَفَعَلُوا، فَوقف بِهِ على حجرهن يصلين عَلَيْهِ، وَأخرج بِهِ من بَاب الْجَنَائِز الَّذِي كَانَ إِلَى المقاعد، فبلغهن أَن النَّاس عابوا ذَلِك، وَقَالُوا: مَا كَانَت الْجَنَائِز يدْخل بهَا الْمَسْجِد.
فَبلغ ذَلِك عَائِشَة، فَقَالَت: مَا أسْرع النَّاس إِلَى أَن يعيبوا مَا لَا علم لَهُم بِهِ، عابوا علينا أَن يمر بجنازته فِي الْمَسْجِد. مَا صلى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على سُهَيْل بن الْبَيْضَاء إِلَّا فِي جَوف الْمَسْجِد. قَالَ مُسلم: سُهَيْل بن دعد، وَهُوَ ابْن الْبَيْضَاء، أمه بَيْضَاء.
٣٤٠٢ - الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة قَالَ: سَأَلت عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ: بِأَيّ شيءٍ كَانَ نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يفْتَتح صلَاته إِذا قَامَ من اللَّيْل؟ قَالَت: كَانَ إِذا قَامَ من اللَّيْل افْتتح صلَاته قَالَ: " اللَّهُمَّ رب جِبْرِيل وميكال وإسرافيل، فاطر السَّمَوَات وَالْأَرضين، عَالم الْغَيْب وَالشَّهَادَة، أَنْت تحكم بَين عِبَادك فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ. اهدني لما اخْتلف فِيهِ من الْحق بإذنك، إِنَّك تهدي من تشَاء إِلَى صِرَاط مُسْتَقِيم ".