وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث أبي طوالة عبد الله بن عبد الرَّحْمَن عَن أنس قَالَ:
أَتَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ابْنة ملْحَان، خَالَة لأنس، فَوضع رَأسه عِنْدهَا. وَفِي رِوَايَة البُخَارِيّ: فاتكأ عِنْدهَا، ثمَّ ضحك فَقَالَت: لم تضحك يَا رَسُول الله؟ فَقَالَ:" ناسٌ من أمتِي يركبون الْبَحْر الْأَخْضَر فِي سَبِيل الله، مثلهم مثل الْمُلُوك على الأسرة. قلت: يَا رَسُول الله، ادْع الله أَن يَجْعَلنِي مِنْهُم. قَالَ: " اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا مِنْهُم " ثمَّ عَاد فَضَحِك، فَقَالَت لَهُ مثل ذَلِك، فَقَالَت: ادْع الله أَن يَجْعَلنِي مِنْهُم. قَالَ: " أَنْت من الْأَوَّلين، وَلست من الآخرين ". قَالَ أنسٌ. فَتزوّجت عبَادَة ابْن الصَّامِت، فركبت الْبَحْر مَعَ بنت قرظة، فَلَمَّا قفلت ركبت دابتها، فَوَقَعت بهَا فَسَقَطت عَنْهَا فَمَاتَتْ، اللَّفْظ لحَدِيث البُخَارِيّ، وأدرجه مُسلم على مَا قبله.
أخرج أَبُو مَسْعُود حَدِيث أبي طوالة هَذَا فِي مُسْند أم حرَام، وَأخرجه أَبُو بكر البرقاني فِي مُسْند أنس. وَفِي إِسْنَاد هَذَا الحَدِيث عَن البُخَارِيّ فِيمَا رَأَيْنَاهُ من النّسخ أَبُو إِسْحَق - هُوَ الْفَزارِيّ - عَن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن - هُوَ أَبُو طوالة - عَن أنس. قَالَ أَبُو مَسْعُود: هَكَذَا عِنْد البُخَارِيّ: أَبُو إِسْحَق عَن أبي طوالة، سقط عَلَيْهِ بَينهمَا زَائِدَة بن قدامَة.
وَأخرج البُخَارِيّ من حَدِيث عُمَيْر بن الْأسود الْعَنسِي:
أَنه أَتَى عبَادَة بن الصَّامِت وَهُوَ نَازل فِي سَاحل حمص وَهُوَ فِي بِنَاء لَهُ وَمَعَهُ أم حرَام. قَالَ عُمَيْر: فحدثتنا أم حرَام أَنَّهَا سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " أول جَيش من أمتِي يغزون الْبَحْر قد أوجبوا " قَالَت أم حرَام: قلت: يَا رَسُول الله، أَنا فيهم؟ قَالَ: " أَنْت فيهم ".
قَالَت: ثمَّ قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أول جَيش من أمتِي يغزون مَدِينَة قَيْصر مغفورٌ لَهُم. "