قَالَ الشَّيْخ الإِمَام الْحَافِظ أَبُو عبد الله. مُحَمَّد بن أبي نصر بن عبد الله الْحميدِي:
هَذَا آخر مَا قصدنا إِلَيْهِ من الْجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ، وتمييز مَا اتفقَا عَلَيْهِ من الْمُتُون المخرجة فيهمَا، وَمَا انْفَرد بِهِ أَحدهمَا مِنْهَا، مستقصى على مَا شرطناه، مُرَتبا على مَا بدأنا بِهِ وبيناه، مَعَ الِاخْتِصَار الْمعِين على سرعَة الْحِفْظ والتذكار. وَلم يبْق للباحث الْمُجْتَهد إِلَّا النّظر فِيهَا، والتفقه فِي مَعَانِيهَا، ومراعاة حفظهَا، وَإِقَامَة الْحجَّة بهَا. وَإِلَى هَذَا قصد المتقدمون من أَئِمَّة الدّين فِي حفظ إسنادها للمتأخرين، لتَكون حاكمة بَين الْمُخْتَلِفين، وشواهد صدقٍ للمتناظرين، رَضِي الله عَنْهُم أَجْمَعِينَ، ووفق البَاقِينَ من التَّابِعين لَهُم بإحسانٍ إِلَى يَوْم الدّين.
فَأَما إسنادنا فِي هذَيْن الْكِتَابَيْنِ:
فقد روينَا كتاب الإِمَام أبي عبد الله البُخَارِيّ بالمغرب عَن غير وَاحِد من شُيُوخنَا بأسانيد مُخْتَلفَة تتصل بِأبي عبد الله مُحَمَّد بن يُوسُف بن مطر الْفربرِي، عَن البُخَارِيّ. ثمَّ قرأته بِمَكَّة على الْمَرْأَة الصَّالِحَة كَرِيمَة بنت أَحْمد بن مُحَمَّد بن حَاتِم الْمروزِي غير مرّة، لعلو إسنادها مِنْهُ. كأنا قرأناه عَليّ أبي عبد الله أَحْمد الْهَرَوِيّ، عَن أبي الْهَيْثَم مُحَمَّد بن الْمَكِّيّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن زراع الْكشميهني، عَن أبي عبد الله مُحَمَّد بن يُوسُف بن مطر بن صَالح بن بشر بن