قلت: بلَى وَالله. قَالَ: كلا وَالله. قلت: بلَى وَالله. قَالَ: كلا وَالله، إِنَّه لحَدِيث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَدَّثَنِيهِ. قلت: بئس الجليس لي أَنْت مُنْذُ الْيَوْم، تسمعني أخالفك وَقد سمعته من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلَا تنهاني. ثمَّ قلت: مَا هَذَا الْغَضَب؟ فَأَقْبَلت عَلَيْهِ وأسأله، فَإِذا الرجل حُذَيْفَة.
٤٠٩ - الثَّالِث: عَن عبد الله بن يزِيد عَن حُذَيْفَة أَنه قَالَ: أَخْبرنِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَا هُوَ كائنٌ إِلَى أَن تقوم السَّاعَة، فَمَا مِنْهُ شَيْء إِلَّا قد سَأَلته، إِلَّا أَنِّي لم أسأله: مَا يخرج أهل الْمَدِينَة من الْمَدِينَة.
٤١٠ - الرَّابِع: من حَدِيث أبي الطُّفَيْل عَامر بن وَاثِلَة قَالَ: حَدثنَا حُذَيْفَة بن الْيَمَان قَالَ: مَا مَنَعَنِي أَن أشهد بَدْرًا إِلَّا أَنِّي خرجت أَنا وَأبي الحسيل، قَالَ: فأخذنا كفار قُرَيْش فَقَالُوا: إِنَّكُم تُرِيدُونَ مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقُلْنَا: مَا نريده، وَمَا نُرِيد إِلَّا الْمَدِينَة. قَالَ: فَأخذُوا منا عهد الله وميثاقه لننصرفن إِلَى الْمَدِينَة، وَلَا نُقَاتِل مَعَه. فأتينا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَأَخْبَرنَاهُ الْخَبَر فَقَالَ:" انصرفا، نفي لَهُم بعهدهم، ونستعين الله عَلَيْهِم ".
٤١١ - الْخَامِس: عَن أبي الطُّفَيْل قَالَ: كَانَ بَين رجلٍ من أهل الْعقبَة وَبَين حُذَيْفَة بعض مَا يكون بَين النَّاس، فَقَالَ: أنْشدكُمْ الله، كم كَانَ أَصْحَاب الْعقبَة؟ قَالَ: فَقَالَ لَهُ الْقَوْم: أخبرهُ إِذْ سَأَلَك، فَقَالَ: كُنَّا نخبر أَنهم أَرْبَعَة عشر، فَإِن كنت مِنْهُم فقد كَانَ الْقَوْم خَمْسَة عشر، وَأشْهد أَن اثْنَي عشر مِنْهُم حربٌ لله وَلِرَسُولِهِ