وَأَخْرَجَاهُ من رِوَايَة حميد بن هِلَال عَن أبي بردة عَن أَبِيه، وَفِي أَوله: قَالَ أَبُو مُوسَى: أَقبلت إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَعِي رجلَانِ من الْأَشْعَرِيين، أَحدهمَا عَن يَمِيني وَالْآخر عَن شمَالي، فكلاهما سَأَلَ الْعَمَل، وَالنَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يستاك، فَقَالَ:" مَا تَقول يَا أَبَا مُوسَى، أَو يَا عبد الله بن قيس؟ " قَالَ: فَقلت: وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ، مَا أطلعاني على مَا فِي أَنفسهمَا، وَمَا شَعرت أَنَّهُمَا يطلبان الْعَمَل. قَالَ: فَكَأَنِّي أنظر إِلَى سواكه تَحت شفته وَقد قلصت، فَقَالَ:" لن - أَو لَا - نستعمل على عَملنَا من أَرَادَهُ، وَلَكِن اذْهَبْ أَنْت يَا أَبَا مُوسَى - أَو يَا عبد الله بن قيس " - فَبَعثه على الْيمن، ثمَّ أتبعه معَاذ بن جبل، ثمَّ ذكر قصَّة الْيَهُودِيّ الَّذِي أسلم ثمَّ ارْتَدَّ. وَزَاد فِيهِ، قَالَ: لَا أَجْلِس حَتَّى يقتل، قَضَاء الله وَرَسُوله. ثمَّ ذكر قَوْلهمَا فِي قيام اللَّيْل، وَلَيْسَ فِيهِ ذكر الْأَشْرِبَة.
وَأَخْرَجَاهُ مُخْتَصرا من رِوَايَة بريد عَن أبي بردة عَن أبي مُوسَى قَالَ:
دخلت على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنا ورجلان من بني عمي، فَقَالَ أَحدهمَا: يَا رَسُول الله، أمرنَا على بعض مَا ولآك الله عز وَجل، وَقَالَ الآخر مثل ذَلِك، فَقَالَ:" إِنَّا - وَالله - لَا نولي هَذَا الْعَمَل أحدا سَأَلَهُ، أَو أحدا حرص عَلَيْهِ " لم يزدْ.