للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قَالَ: فجَاء رجل من غطفان فَقَالَ: نحر لَهُم فلانٌ جزوراً، فَلَمَّا كشفوا جلدهَا رَأَوْا غباراً، فَقَالُوا: أَتَاكُم الْقَوْم، فَخَرجُوا هاربين، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم:

كَانَ خير فرساننا الْيَوْم أَبُو قَتَادَة، وَخير رجالتنا سَلمَة ". قَالَ: ثمَّ أَعْطَانِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَهْمَيْنِ: سهم الْفَارِس وَسَهْم الراجل، فجمعهما إِلَيّ جَمِيعًا، ثمَّ أردفني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على العضباء رَاجِعين إِلَى الْمَدِينَة. قَالَ: فَبَيْنَمَا نَحن نسير، قَالَ: وَكَانَ رجلٌ الْأَنْصَار لَا يسْبق شداًّ، قَالَ: فَجعل يَقُول: أَلا مسابقٌ إِلَى الْمَدِينَة، هَل من مسابق؟ فَجعل يُعِيد ذَلِك قَالَ:، فَلَمَّا سَمِعت كَلَامه قلت: أما تكرم كَرِيمًا، وَلَا تهاب شريفاً، إِلَّا أَن يكون رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ: قلت: يَا رَسُول الله، بِأبي وَأمي، ذَرْنِي فلأسبق الرجل. قَالَ: " إِن شِئْت ". . قَالَ: قلت: اذْهَبْ إِلَيْك. قَالَ: وثنيت رجْلي، فطفرت فعدوت وربطت عَلَيْهِ شرفاً أَو شرفين أستبقي نَفسِي، ثمَّ عدوت فِي أَثَره، فَربطت عَلَيْهِ شرفاً أَو شرفين، ثمَّ إِنِّي رفعت حَتَّى ألحقهُ، قَالَ: فأصكه بَين كَتفيهِ. قَالَ: قلت قد سبقت وَالله.

قَالَ: أَنا أَظن. قَالَ: فسبقته إِلَى الْمَدِينَة.

قَالَ: فوَاللَّه مَا لبثنا إِلَّا ثَلَاث ليالٍ حَتَّى خرجنَا إِلَى خَيْبَر مَعَ رَسُول الله، فَجعل عمي عامرٌ يرتجز بالقوم:

(تالله لَوْلَا الله مَا اهتدينا ... وَلَا تصدقنا وَلَا صلينَا)

(وَنحن عَن فضلك مَا استغنينا ... فَثَبت الْأَقْدَام إِن لاقينا)

(وأنزلن سكينَة علينا ... )

فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من هَذَا؟ " قَالَ: أَنا عَامر. قَالَ: " غفر لَك رَبك " قَالَ: وَمَا اسْتغْفر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لإِنْسَان يَخُصُّهُ إِلَّا اسْتشْهد. قَالَ: فَنَادَى عمر بن

<<  <  ج: ص:  >  >>