فَاسِقُونَ} [سُورَة التَّوْبَة] قَالَ: فعجبت بعد من جرأتي على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يومئذٍ وَالله وَرَسُوله أعلم.
٥٣ - التَّاسِع: من رِوَايَة ابْن عتبَة أَيْضا عَنهُ، قَالَ: لما قدم عُيَيْنَة بن حصن ابْن حُذَيْفَة بن بدر نزل على ابْن أَخِيه الحربن قيس بن حصن، وَكَانَ من النَّفر الَّذين يدنيهم عمر، وَكَانَ الْقُرَّاء أَصْحَاب مجْلِس عمر ومشاورته كهولاً كَانُوا أَو شباناً. فَقَالَ عُيَيْنَة: يَا ابْن أخي، هَل لَك وجهٌ عِنْد الْأَمِير، فَاسْتَأْذن لي عَلَيْهِ، قَالَ: سأستأذن لَك عَلَيْهِ. قَالَ ابْن عَبَّاس: فَاسْتَأْذن الْحر لعيينة، فَأذن لَهُ عمر، فَلَمَّا دخل قَالَ: هِيَ يَا ابْن الْخطاب، فوَاللَّه مَا تُعْطِينَا الجزل، وَلَا تحكم بَيْننَا بِالْعَدْلِ، فَغَضب عمر حَتَّى هم أَن يُوقع بِهِ، فَقَالَ الْحر: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، إِن الله عز وَجل قَالَ لنَبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. {خُذ الْعَفو وَأمر بِالْعرْفِ وَأعْرض عَن الْجَاهِلين}[سُورَة الْأَعْرَاف] ، وَإِن هَذَا من الْجَاهِلين، فوَاللَّه مَا جاوزها عمر حِين تَلَاهَا عَلَيْهِ، وَكَانَ وقافاً عِنْد كتاب الله.
٥٤ - الْعَاشِر: عَن ابْن عَبَّاس من رِوَايَة عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكَة عَنهُ، من حَدِيث أَخِيه أبي بكر بن أبي مليكَة عَن عبيد بن عُمَيْر، عَن عمر: قَالَ عمر يَوْمًا لأَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: فيمَ ترَوْنَ هَذِه الْآيَة نزلت: {أيود أحدكُم أَن تكون لَهُ جنةٌ من نخيلٌ}[سُورَة الْبَقَرَة] ، قَالُوا: الله أعلم، فَغَضب عمر وَقَالَ: قُولُوا نعلم أَو لَا نعلم. قَالَ ابْن عَبَّاس: فِي نَفسِي مِنْهَا شَيْء يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ. فَقَالَ عمر: يَا ابْن أخي، قل وَلَا تحقر نَفسك. قَالَ ابْن عَبَّاس: ضربت