انْطلق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي طائفةٍ من أَصْحَابه، عَامِدين إِلَى سوق عكاظ، وَقد حيل بَين الشَّيَاطِين وَبَين خبر السَّمَاء، وَأرْسل عَلَيْهِم الشهب، فَرَجَعت الشَّيَاطِين إِلَى قَومهمْ فَقَالُوا: مَا لكم؟ قَالُوا: حيل بَيْننَا وَبَين خبر السَّمَاء، وَأرْسلت علينا الشهب. قَالُوا: مَا ذَاك إِلَّا من شيءٍ حدث، فاضربوا مَشَارِق الأَرْض وَمَغَارِبهَا، فَمر النَّفر الَّذِي أخذُوا نَحْو تهَامَة بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ بنخلٍ عَامِدين إِلَى سوق عكاظٍ، وَهُوَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ صَلَاة الْفجْر، فَلَمَّا سمعُوا الْقُرْآن اسْتَمعُوا لَهُ وَقَالُوا: هَذَا الَّذِي حَال بَيْننَا وَبَين خبر السَّمَاء، فَرَجَعُوا إِلَى قَومهمْ، فَقَالُوا: {يَا قَومنَا إِنَّا سمعنَا قُرْآنًا عجبا يهدي إِلَى الرشد فَآمَنا بِهِ وَلنْ نشْرك بربنا أحدا} فَأنْزل الله عز وَجل على نبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قَالَ: {أُوحِي إِلَيّ أَنه اسْتمع نفر من الْجِنّ} [سُورَة الْجِنّ] .
فِي آخر حَدِيث مُوسَى بن إِسْمَاعِيل: وَإِنَّمَا أُوحِي إِلَيْهِ قَول الْجِنّ.
١٠٤٦ - السبعون: عَن أبي بشر عَن سعيد عَن ابْن عَبَّاس: {وَلَا تجْهر بصلاتك وَلَا تخَافت بهَا وابتغ بَين ذَلِك سَبِيلا} [سُورَة الْإِسْرَاء] ، قَالَ: أنزلت وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم متوارٍ بِمَكَّة، وَكَانَ إِذا رفع صَوته سَمعه الْمُشْركُونَ، فَسبوا الْقُرْآن وَمن أنزلهُ وَمن جَاءَ بِهِ، فَقَالَ الله تَعَالَى: {وَلَا تجْهر بصلاتك} ، أَي بِقِرَاءَتِك حَتَّى يسمع الْمُشْركُونَ، {وَلَا تخَافت بهَا} عَن أَصْحَابك فَلَا تسمعهم، {وابتغ بَين ذَلِك سَبِيلا} أسمعهم وَلَا تجْهر حَتَّى يَأْخُذُوا عَنْك الْقُرْآن.
وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن الصَّباح وَعَمْرو الواقد: {وابتغ بَين ذَلِك سَبِيلا} [سُورَة الْإِسْرَاء] ، يَقُول: بَين الْجَهْر والمخافتة.
١٠٤٧ - الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ: عَن أبي بشر عَن سعيد بن جُبَير قَالَ: قلت لِابْنِ عَبَّاس: سُورَة التَّوْبَة. فَقَالَ: هِيَ الفاضحة، مَا زَالَت تَقول: (وَمِنْهُم ... وَمِنْهُم) حَتَّى ظنُّوا أَن لن تبقي أحدا إِلَّا ذكر فِيهَا.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute