للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَقَالَ: {وَكَانَ الله غَفُورًا رحِيما} [سُورَة النِّسَاء] {عَزِيزًا حكيما} [سُورَة النِّسَاء] {سمعياً بَصيرًا} [سُورَة النِّسَاء] . فَكَأَنَّهُ كَانَ، ثمَّ مضى. فَقَالَ: {لَا أَنْسَاب} فِي النفخة الأولى، ثمَّ نفخ فِي الصُّور، فَصعِقَ من فِي السَّمَوَات وَمن فِي الأَرْض إِلَّا من شَاءَ الله، فَلَا أَنْسَاب بَينهم عِنْد ذَلِك وَلَا يتساءلون. ثمَّ قَالَ فِي النفخة الْآخِرَة: (أقبل بَعضهم على بعض يتساءلون) .

وَأما قَوْله: {مَا كُنَّا مُشْرِكين} ، {وَلَا يكتمون الله حَدِيثا} فَإِن الله يغْفر لأهل الْإِخْلَاص ذنوبهم وَقَالَ الْمُشْركُونَ:

تَعَالَوْا نقُول لم نَكُنْ مُشْرِكين، فختم على أَفْوَاههم، وتنطق أَيْديهم، فَعِنْدَ ذَلِك عرف أَن الله لَا يكتم حَدِيثا. وَعِنْده {يود الَّذين كفرُوا} [سُورَة الْحجر: ٢] .

وَخلق الأَرْض فِي يَوْمَيْنِ، ثمَّ خلق السَّمَاء، ثمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فسواهن فِي يَوْمَيْنِ آخَرين ثمَّ دحى الأَرْض، ودحيها أَن أخرج مِنْهَا المَاء والمرعى، وَخلق الْجبَال والآكام وَمَا بَينهمَا فِي يَوْمَيْنِ آخَرين، فخلقت الأَرْض وَمَا فِيهَا من شَيْء فِي أَرْبَعَة أيامٍ، وخلقت السَّمَوَات فِي يَوْمَيْنِ.

و (كَانَ الله غَفُورًا رحِيما) سمى نَفسه ذَلِك، وَذَلِكَ قَوْله: أَي لم أزل كَذَلِك.

فَإِن الله لم يرد شَيْئا إِلَّا أصَاب بِهِ الَّذِي أَرَادَ، فَلَا يخْتَلف عَلَيْك الْقُرْآن، فَإِن كلا من عِنْد الله عز وَجل. اخْتَصَرَهُ البُخَارِيّ أَو بعض الروَاة.

وَأخرجه البرقاني من حَدِيث يُوسُف بن عدي الَّذِي أخرجه البُخَارِيّ عَنهُ بأتم ألفاظاً: أَن ابْن عَبَّاس جَاءَهُ رجلٌ فَقَالَ:

يَا أَبَا عَبَّاس، إِنِّي أجد فِي الْقُرْآن أَشْيَاء تخْتَلف عَليّ، فقد وَقع ذَلِك فِي صَدْرِي، فَقَالَ ابْن عَبَّاس: أتكذيبٌ؟ فَقَالَ الرجل: مَا هُوَ بتكذيبٍ، وَلَكِن اخْتِلَاف. قَالَ: فَهَلُمَّ مَا وَقع فِي نَفسك. فَقَالَ لَهُ الرجل: أسمع الله يَقُول: {فَلَا أَنْسَاب بَينهم يَوْمئِذٍ وَلَا يتساءلون} وَقَالَ فِي آيَة

<<  <  ج: ص:  >  >>