عمر قَالَ: صلى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صَلَاة الْخَوْف فِي بعض أَيَّامه، فَقَامَتْ طائفةٌ مَعَه وطائفةٌ بِإِزَاءِ الْعَدو، فصلى بالذين مَعَه رَكْعَة، وَجَاء الْآخرُونَ فصلى بهم رَكْعَة، ثمَّ قَضَت الطائفتان رَكْعَة رَكْعَة، قَالَ: وَقَالَ ابْن عمر: إِذا كَانَ خوفٌ أَكثر من ذَلِك صلى رَاكِبًا أَو قَائِما، يُومِئ إِيمَاء.
وللبخاري طرف مِنْهُ من رِوَايَة ابْن جريج عَن مُوسَى بن عقبَة عَن نَافِع عَن ابْن عمر نَحوا من قَول مُجَاهِد إِذا اختلطوا قيَاما، كَذَا قَالَ، وَزَاد ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: وَإِن كَانُوا أَكثر من ذَلِك صلوا قيَاما وركباناً.
وَقد أخرجه البُخَارِيّ بِطُولِهِ من حَدِيث مَالك عَن نَافِع أَن ابْن عمر كَانَ إِذا سُئِلَ عَن صَلَاة الْخَوْف قَالَ:
يتَقَدَّم الإِمَام وطائفةٌ من النَّاس، فَيصَلي بهم الإِمَام رَكْعَة، وَتَكون طَائِفَة مِنْهُم بَينه وَبَين الْعَدو، وَلم يصلوا، فَإِذا صلى الَّذين مَعَه رَكْعَة استأخروا مَكَان الَّذين لم يصلوا، وَلَا يسلمُونَ، ويتقدم الَّذين لم يصلوا فيصلون مَعَه رَكْعَة، ثمَّ ينْصَرف الإِمَام وَمن صلى رَكْعَتَيْنِ، فَيقوم كل واحدٍ من الطَّائِفَتَيْنِ، فيصلون لأَنْفُسِهِمْ رَكْعَة بعد أَن ينْصَرف الإِمَام، فَيكون كل واحدٍ من الطَّائِفَتَيْنِ قد صلوا رَكْعَتَيْنِ، فَإِن كَانَ خوفٌ هُوَ أَشد من ذَلِك، صلوا رجَالًا قيَاما على أَقْدَامهم، وركباناً، مستقبلي الْقبْلَة، أَو غير مستقبليها. قَالَ مالكٌ: قَالَ نافعٌ: وَلَا أرى ابْن عمر ذكر ذَلِك إِلَّا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.
١٢٥٦ - السَّادِس عشر: عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يسبح على ظهر رَاحِلَته حَيْثُ كَانَ وَجهه، يُومِئ بِرَأْسِهِ، وَكَانَ ابْن عمر يَفْعَله.