قِرَاءَة دون الْقِرَاءَة الثَّانِيَة، ثمَّ ركع نَحوا مِمَّا قَامَ، ثمَّ رفع رَأسه من الرُّكُوع، ثمَّ انحدر بِالسُّجُود فَسجدَ سَجْدَتَيْنِ، ثمَّ قَامَ أَيْضا فَرَكَعَ ثَلَاث رَكْعَات، لَيْسَ مِنْهَا رَكْعَة إِلَّا الَّتِي قبلهَا أطول من الَّتِي بعْدهَا، وركوعه نحوٌ من سُجُوده. ثمَّ تَأَخّر وتأخرت الصُّفُوف خَلفه، حَتَّى انتهينا إِلَى النِّسَاء، ثمَّ تقدم وَتقدم النَّاس مَعَه، حَتَّى قَامَ فِي مقَامه فَانْصَرف حِين انْصَرف وَقد آضت الشَّمْس فَقَالَ: " يأيها النَّاس، إِنَّمَا الشَّمْس وَالْقَمَر آيتان من آيَات الله، وإنهما لَا ينكسفان لمَوْت أحدٍ من النَّاس، فَإِذا رَأَيْتُمْ شَيْئا من ذَلِك فصلوا حَتَّى تنجلي. مَا من شَيْء توعدونه إِلَّا قد رَأَيْته فِي صَلَاتي هَذِه. لقد جِيءَ بالنَّار، وَذَلِكَ حِين رَأَيْتُمُونِي تَأَخَّرت مَخَافَة أَن تصيبني من لفحها، وَحَتَّى رَأَيْت فِيهَا صَاحب المحجن يجر قصبه فِي النَّار، كَانَ يسرق الْحَاج بِمِحْجَنِهِ، فَإِن فطن لَهُ قَالَ: إِنَّمَا تعلق بمحجني، وَإِن غفل عَنهُ ذهب بِهِ.
وَحَتَّى رَأَيْت فِيهَا صَاحِبَة الْهِرَّة الَّتِي ربطتها فَلم تطعمها وَلم تدعها تَأْكُل من خشَاش الأَرْض حَتَّى مَاتَت جوعا. ثمَّ جِيءَ بِالْجنَّةِ، وَذَلِكَ حِين رَأَيْتُمُونِي تقدّمت، حَتَّى قُمْت فِي مقَامي، وَلَقَد مددت يَدي وَأَنا أُرِيد أَن أتناول من ثَمَرهَا لتنظروا إِلَيْهِ، ثمَّ بدا لي أَلا أفعل، فَمَا من شَيْء توعدونه إِلَّا قد رَأَيْته فِي صَلَاتي هَذِه ".
وَأخرجه من حَدِيث هِشَام الدستوَائي عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ:
كسفت الشَّمْس على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي يومٍ شَدِيد الْحر، فصلى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِأَصْحَابِهِ فَأطَال الْقيام حَتَّى جعلُوا يخرون، ثمَّ ركع فَأطَال، ثمَّ رفع فَأطَال، ثمَّ ركع فَأطَال، ثمَّ سجد سَجْدَتَيْنِ، ثمَّ قَامَ فَصنعَ نَحوا من ذَلِك، فَكَانَت أَربع رَكْعَات وَأَرْبع سَجدَات، ثمَّ قَالَ: " إِنَّه عرض عَليّ كل شَيْء ترتجونه، فعرضت عَليّ الْجنَّة حَتَّى لَو تناولت مِنْهَا قطفاً أَخَذته - أَو قَالَ: تناولت مِنْهَا قطفاً - فقصرت يَدي عَنهُ، وَعرضت عَليّ النَّار، فَرَأَيْت فِيهَا امْرَأَة من بني إِسْرَائِيل تعذب فِي هرةٍ لَهَا،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute