للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَأَخْرَجَ جَمْعٌ حُفَّاظٌ أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ قَالَ: " «إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً تَرْعَدُ فَرَائِصُهُمْ مِنْ مَخَافَتِهِ، مَا مِنْهُمْ مَلَكٌ يَقْطُرُ مِنْ عَيْنِهِ دَمْعَةٌ إِلَّا وَقَعَتْ مَلَكًا يُسَبِّحُ وَمَلَائِكَةً سُجُودًا، مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَمْ يَرْفَعُوا رُءُوسَهُمْ وَلَا يَرْفَعُونَهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَلَائِكَةً رُكُوعًا لَمْ يَرْفَعُوا رُءُوسَهُمْ وَلَا يَرْفَعُونَهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَصُفُوفًا لَمْ يَنْصَرِفُوا عَنْ مَصَافِّهِمْ وَلَا يَنْصَرِفُونَ عَنْهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ تَجَلَّى لَهُمْ رَبُّهُمْ عَزَّ وَجَلَّ، فَنَظَرُوا إِلَيْهِ وَقَالُوا: " سُبْحَانَكَ مَا عَبَدْنَاكَ كَمَا يَنْبَغِي لَكَ» "، وَفِي حَدِيثِ الطَّبَرَانِيِّ " «مَا فِي السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ مَوْضِعُ قَدَمٍ وَلَا شِبْرٍ وَلَا كَفٍّ إِلَّا وَفِيهِ مَلَكٌ قَائِمٌ وَمَلَكٌ سَاجِدٌ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ قَالُوا جَمِيعًا: سُبْحَانَكَ مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ إِلَّا أَنَّا لَمْ نُشْرِكْ بِكَ شَيْئًا» وَفِي أَثَرٍ: إِنَّ لِجِبْرِيلَ فِي كُلِّ يَوْمٍ انْغِمَاسَةً فِي الْكَوْثَرِ ثُمَّ يَنْتَفِضُ، فَكُلُّ قَطْرَةٍ يُخْلَقُ مِنْهَا مَلَكٌ، وَعَنْ كَعْبٍ: مَا مِنْ مَوْضِعِ خُرْمِ إِبْرَةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا وَمَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِهَا يَرْفَعُ عِلْمَ ذَلِكَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ بْنِ الْمُنْذِرِ: يُصَلِّي فِي الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ وَهُوَ بِحِيَالِ الْكَعْبَةِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، ثُمَّ لَا يَعُودُونَ إِلَيْهِ، وَأَنَّ الْكَرُوبِيِّينَ الَّذِينَ يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتَرُونَ تِسْعَةُ أَعْشَارِ الْمَلَائِكَةِ، وَالْعُشْرُ الْبَاقِي قَدْ وُكِّلُوا بِحِرَاسَةِ كُلِّ شَيْءٍ (وَالرُّوحِ) ، قَالَ الطِّيبِيُّ: هُوَ الرُّوحُ الَّذِي بِهِ قِوَامُ كُلِّ شَيْءٍ، غَيْرَ أَنَّا إِذَا اعْتَبَرْنَا النَّظَائِرَ مِنَ التَّنْزِيلِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا} [النبأ: ٣٨] وَغَيْرِهِ، فَالْمُرَادُ جِبْرِيلُ خُصَّ بِالذِّكْرِ تَفْضِيلًا، وَقِيلَ: الرُّوحُ صِنْفٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ اهـ.

وَقِيلَ: مَلَكٌ يَكُونُ صَفًّا مِنَ الْمَلَائِكَةِ، قَالَ ابْنُ حَجَرٍ: هُوَ جِبْرِيلُ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ} [الشعراء: ١٩٣] أَوْ مَلَكٌ مِنْ أَعْظَمِ الْمَلَائِكَةِ خَلْقًا، كَمَا أَخْرَجَهُ جَمْعٌ حُفَّاظٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَوْ حَاجِبُ اللَّهِ يَقُومُ بَيْنَ يَدَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ أَعْظَمُ الْمَلَائِكَةِ، لَوْ فَتَحَ فَاهُ لَوَسِعَ جَمِيعَ الْمَلَائِكَةِ، فَالْخَلْقُ إِلَيْهِ يَنْظُرُونَ، فَمِنْ مَخَافَتِهِ لَا يَرْفَعُونَ طَرْفَهُمْ إِلَى مَنْ فَوْقَهُ أَخْرَجَهُ أَبُو الشَّيْخِ عَنِ الضَّحَّاكِ، أَوْ مَلَكٌ لَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ وَجْهٍ، لِكُلِّ وَجْهٍ سَبْعُونَ أَلْفَ لِسَانٍ، لِكُلِّ لِسَانٍ سَبْعُونَ أَلْفَ لُغَةٍ، يُسَبِّحُ اللَّهَ تَعَالَى بِتِلْكَ اللُّغَاتِ كُلِّهَا، يَخْلُقُ اللَّهُ مِنْ كُلِّ تَسْبِيحَةٍ مَلَكًا يَطِيرُ مَعَ الْمَلَائِكَةِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، أَخْرَجَهُ جَمْعٌ أَئِمَّةٌ عَنْ عَلِيٍّ رِضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لَكِنَّ سَنَدَهُ ضَعِيفٌ، أَوْ مَلَكٌ وَاحِدٌ لَهُ عَشَرَةُ آلَافِ جَنَاحٍ جَنَاحَانِ مِنْهَا مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، لَهُ أَلْفُ وَجْهٍ فِي كُلِّ وَجْهٍ أَلْفُ لِسَانٍ وَعَيْنَانِ وَشَفَتَانِ يُسَبِّحَانِ اللَّهَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، أَخْرَجَهُ جَمْعٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا، أَوْ مَلَكٌ أَشْرَفُ الْمَلَائِكَةِ، وَأَقْرَبُهُمْ مِنَ الرَّبِّ وَهُوَ صَاحِبُ الْوَحْيِ، أَخْرَجَهُ ابْنُ الْمُنْذِرِ وَغَيْرُهُ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ: أَوْ مَلَكٌ فِي السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ أَعْظَمُ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْجِبَالِ، وَمِنَ الْمَلَائِكَةِ يُسَبِّحُ كُلَّ يَوْمٍ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ تَسْبِيحَةٍ، يَخْلُقُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ كُلِّ تَسْبِيحَةٍ مَلَكًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ، يَجِيءُ صَفًّا وَاحِدًا، أَخْرَجَهُ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَوْ خَلْقٌ عَلَى صُوَرِ بَنِي آدَمَ أَخْرَجَهُ جَمْعٌ أَئِمَّةٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَنْ مُجَاهِدٍ، وَأَخْرَجَ جَمْعٌ عَنْهُ: الرُّوحُ يَأْكُلُونَ، وَلَهُمْ أَيْدٍ وَأَرْجُلٌ وَرُءُوسٌ، وَلَيْسُوا بِمَلَائِكَةٍ. وَجَمْعٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: مَا نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكٌ إِلَّا وَمَعَهُ وَاحِدٌ مِنَ الرُّوحِ، وَأَخْرَجَ بَعْضُ حُفَّاظٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «الرُّوحُ جُنْدٌ مِنْ جُنُودِ اللَّهِ لَيْسُوا بِمَلَائِكَةٍ لَهُمْ رُءُوسٌ وَأَيْدٍ وَأَرْجُلٌ ثُمَّ قَرَأَ {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا} [النبأ: ٣٨] قَالَ: " هَؤُلَاءِ جُنْدٌ وَهَؤُلَاءِ جُنْدٌ» ، وَأَخْرَجَ جَمْعٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ قَالَ: مَا يَبْلُغُ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ وَالْمَلَائِكَةُ وَالشَّيَاطِينُ عُشْرَ الرُّوحِ، وَأَخْرَجَ أَبُو الشَّيْخِ، عَنْ سَلْمَانَ أَنَّ الْإِنْسَ عُشْرُ الْجِنِّ، وَالْجِنَّ عُشْرُ الْمَلَائِكَةِ، وَهُمْ عُشْرُ الرُّوحِ، وَهُمْ عُشْرُ الْكَرُوبِيِّينَ، وَعَنْ أَبِي نَجِيحٍ: الرُّوحُ حَفَظَةٌ عَلَى الْمَلَائِكَةِ، وَعَنْ مُجَاهِدٍ: هُمْ مِنْهُمْ لَكِنَّهُمْ لَا يَرَوْنَهُمْ، هَذَا وَلَا يُسْتَفَادُ مِنْ هَذِهِ الْإِضَافَةِ فَضْلُ الْمَلَائِكَةِ عَلَى بَنِي آدَمَ، لِمَا تَقَرَّرَ أَنَّ سَبَبَ الْإِضَافَةِ كَوْنُهُمْ أَعْظَمَ خَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى (رَوَاهُ مُسْلِمٌ) : قَالَ مِيرَكُ: وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ، وَأَحْمَدُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>