٩٨٧ - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «إِنَّ عِفْرِيتًا مِنَ الْجِنِّ تَفَلَّتَ الْبَارِحَةَ لِيَقْطَعَ عَلَيَّ صَلَاتِي، فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ، فَأَخَذْتُهُ فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْبِطَهُ عَلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ حَتَّى تَنْظُرُوا إِلَيْهِ كُلُّكُمْ، فَذَكَرْتُ دَعْوَةَ أَخِي سُلَيْمَانَ: " رَبِّ هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي، فَرَدَدْتُهُ خَاسِئًا» " مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
ــ
٩٨٧ - (وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ عِفْرِيتًا ") : بِكَسْرِ الْعَيْنِ، أَيْ: خَبِيثًا مُنْكَرًا مُبَالِغًا فِي الْمُرُودَةِ مَعَ دَهَاءٍ وَخُبْثٍ، فِعْلِيتٌ مِنَ الْعِفْرِ بِكَسْرٍ فَسُكُونٍ وَهُوَ الْخُبْثُ، (" مِنَ الْجِنِّ ") : إِيضَاحٌ، وَإِلَّا فَالْعِفْرِيتُ لَا يَكُونُ إِلَّا مِنْهُمْ، وَهُمْ أَجْسَامٌ لَطِيفَةٌ رُوحَانِيَّةٌ نَارِيَّةٌ، أَيْ: مَحْضَةٌ أَوِ الْغَالِبَةُ عَلَيْهِمْ، فَهُمْ مِنَ الْعَنَاصِرِ الْأَرْبَعَةِ قَوْلَانِ. وَيَجْرِيَانِ فِي الْمَلَائِكَةِ هَلْ هُمْ مُتَمَحِّضُونَ مِنَ النُّورِ، أَوْ هُوَ الْغَالِبُ عَلَيْهِمْ؟ وَلِمَزِيدِ لَطَافَةِ الْجِسْمِيَّةِ أَمْكَنَهُمَا التَّشَكُّلُ فِي كُلِّ صُورَةٍ، لَكِنَّ الْغَالِبَ عَلَى الْجِنِّ تَشَكُّلُهُمْ فِي الصُّوَرِ الْقَبِيحَةِ ; لِأَنَّ الْغَالِبَ عَلَيْهِمْ قُبْحُ التَّمَرُّدِ وَالْعُنْفِ وَالْخُبْثِ، (" تَفَلَّتَ ") ، أَيْ: تَخَلَّصَ فَجْأَةً، وَقِيلَ: خَرَجَ فَلْتَةً أَيْ بَغْتَةً، وَزَادَ ابْنُ حَجَرٍ عَلَى أُصُولِ الْمِشْكَاةِ لَفْظَ " عَلَيَّ " ثُمَّ قَالَ، أَيْ: مِنْ أَسْرِ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ الَّذِي خَرَقَ اللَّهُ لَهُ بِهِ عَادَةَ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُلُوكِ حَتَّى مَكَّنَهُ مِمَّا أَرَادَ بِهِمُ (" الْبَارِحَةَ ") : يَعْنِي: تَعَرَّضَ فِي صَلَاتِهِمُ اللَّيْلَةَ الْمَاضِيَةَ (لِيَقْطَعَ عَلَيَّ صَلَاتِي) ، أَيْ: لِيَغْلِبَنِي فِي كَمَالِ صَلَاتِي، وَأَرَادَ أَنْ يَشْغَلَنِي بِالْوَسْوَسَةِ فِيهَا، (" فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ ") ، أَيْ: أَعْطَانِي مُكْنَةً مِنْ أَخْذِهِ وَقُدْرَةً عَلَيْهِ أَنْ أُعَاقِبَهُ بِمَا شِئْتُ يَعْنِي جَعَلَنِي غَالِبًا عَلَيْهِ بِإِمْكَانِهِ، وَإِقْدَارِهِ إِشَارَةً إِلَى مَعْنَى لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ (فَأَخَذْتُهُ) : قَالَ ابْنُ الْمَلَكِ: يَدُلُّ عَلَى
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute