١٠٧٣ - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " «لَوْلَا مَا فِي الْبُيُوتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالذُّرِّيَّةِ، أَقَمْتُ صَلَاةَ الْعِشَاءِ، وَأَمَرْتُ فِتْيَانِي يُحْرِقُونَ مَا فِي الْبُيُوتِ بِالنَّارِ» ". رَوَاهُ أَحْمَدُ.
ــ
١٠٧٣ - (وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْلَا مَا فِي الْبُيُوتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالذُّرِّيَّةِ) أَيِ: الصِّغَارِ، وَفِي مَعْنَاهَا أَصْحَابُ الْأَعْذَارِ، قَالَ الطِّيبِيُّ: (مِنْ) بَيَانُ " مَا " إِمَّا لِإِرَادَةِ الْوَصْفِيَّةِ وَبَيَانِ أَنَّ النِّسَاءَ وَالذُّرِّيَّةَ بِمَنْزِلَةِ مَا لَا يَعْقِلُ، وَأَنَّهُ مِمَّا لَا يَلْزَمُهُ حُضُورُ الْجَمَاعَةِ، وَإِمَّا لِأَنَّ الْبُيُوتَ مُحْتَوِيَةٌ عَلَيْهِمَا وَعَلَى الْأَمْتِعَةِ وَالْأَثَاثِ، فَخُصَّتَا بِالذِّكْرِ لِلِاعْتِنَاءِ اهـ. وَيَرُدُّ عَلَى الْقَوْلِ الْأَخِيرِ آخِرُ الْحَدِيثِ: يُحْرِقُونَ مَا فِي الْبُيُوتِ، إِلَّا أَنْ يُقَالَ: مَا فِي الْبُيُوتِ. بِمَعْنَى " مَنْ " وَالْمُرَادُ الْمُتَخَلِّفُ. (أَقَمْتُ صَلَاةَ الْعِشَاءِ "، أَيْ: أَمَرْتُ بِإِقَامَةِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ لِلْجَمَاعَةِ، وَتَخْصِيصُهَا لِكَثْرَةِ تَخَلُّفِ الْمُتَخَلِّفِينَ فِيهَا. (وَأَمَرْتُ فِتْيَانِي) : وَفِي رِوَايَةٍ: فِتْيَتِي، أَيْ: غِلْمَانِي وَخَدَمِي، قَالَ ابْنُ حَجَرٍ: أَيْ أَقْوِيَاءُ أَصْحَابِي (يُحَرِّقُونَ) : بِالتَّشْدِيدِ وَيُخَفَّفُ (مَا فِي الْبُيُوتِ) : فِيهِ تَغْلِيبُ غَيْرِ ذَوِي الْعُقُولِ، أَوْ تَنْزِيلُهُمْ مَنْزِلَتَهُمْ، فَإِنَّهُمْ لَوْ كَانُوا مِنْ ذَوِي الْعُقُولِ لَمَا تَخَلَّفُوا (بِالنَّارِ) : فِيهِ تَأْكِيدٌ وَوَعِيدٌ وَتَهْدِيدٌ (رَوَاهُ أَحْمَدُ) .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute