للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَذَكَرَ الْجَزَرِيُّ فِي الْحِصْنِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ مَرْفُوعًا: " «وَإِذَا أَخْطَأَ أَوْ أَذْنَبَ، فَأَحَبَّ أَنْ يَتُوبَ إِلَى اللَّهِ فَلْيَمُدَّ يَدَيْهِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَتُوبُ إِلَيْكَ مِنْهَا لَا أَرْجِعُ إِلَيْهَا أَبَدًا، فَإِنَّهُ يَغْفِرُ لَهُ مَا لَمْ يَرْجِعْ فِي عَمَلِهِ ذَلِكَ» ". رَوَاهُ الْحَاكِمُ.

وَقَالَ الْغَزَالِيُّ فِي الْمِنْهَاجِ: إِذَا أَرَدْتَ التَّوْبَةَ تَغَسَّلْ وَاغْسِلْ ثِيَابَكَ، وَصَلِّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكَ، ثُمَّ ضَعْ وَجْهَكَ عَلَى الْأَرْضِ فِي مَكَانٍ خَالٍ لَا يَرَاكَ إِلَّا اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، ثُمَّ اجْعَلِ التُّرَابَ عَلَى رَأْسِكَ، وَمَرِّغْ وَجْهَكَ الَّذِي هُوَ أَعَزُّ أَعْضَائِكَ فِي التُّرَابِ بِدَمْعٍ جَارٍ، وَقَلْبٍ حَزِينٍ، وَصَوْتٍ عَالٍ، وَاذْكُرْ ذُنُوبَكَ وَاحِدًا وَاحِدًا مَا أَمْكَنَكَ، وَلُمْ نَفْسَكَ الْعَاصِيَةَ عَلَيْهَا وَوَبِّخْهَا، وَقُلْ: أَمَا تَسْتَحِينَ يَا نَفْسُ؟ أَمَا آنَ لَكِ أَنْ تَتُوبِي وَتَرْجِعِي؟ أَلَكِ طَاقَةٌ بِعَذَابِ اللَّهِ؟ أَلَكِ حَاجِزٌ عَنْ سَخَطِ اللَّهِ؟ وَاذْكُرْ مِنْ هَذَا كَثِيرًا مَعَ الْبُكَاءِ، وَارْفَعْ يَدَيْكَ إِلَى الرَّبِّ الرَّحِيمِ، وَقُلْ: يَا إِلَهِي عَبْدُكَ الْآبِقُ رَجَعَ إِلَى بَابِكَ، عَبْدُكَ الْعَاصِي رَجَعَ إِلَى الصُّلْحِ، عَبْدُكَ الْمُذْنِبُ أَتَاكَ بِالْعُذْرِ، فَاعْفُ عَنِّي بِجُودِكَ وَتَقَبَلْنِي بِفَضْلِكَ، وَانْظُرْ إِلَيَّ بِرَحْمَتِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا سَلَفَ مِنَ الذُّنُوبِ، وَاعْصِمْنِي فِيمَا بَقِيَ مِنَ الْأَجَلِ، فَإِنَّ الْخَيْرَ كُلَّهُ بِيَدِكَ وَأَنْتَ بِنَا رَءُوفٌ رَحِيمٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>