للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٣٩٢ - وَعَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «مَنْ تَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ; اتَّخَذَ جِسْرًا إِلَى جَهَنَّمَ» ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ.

ــ

١٣٩٢ - (وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ: قَالَ السَّيِّدُ جَمَالُ الدِّينِ: هَذَا سَهْوٌ ; لِأَنَّ أَنَسًا وَالِدَ مُعَاذٍ لَيْسَ لَهُ رِوَايَةٌ وَلَا صُحْبَةٌ، وَإِنَّمَا الصَّوَابُ: عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ كَمَا فِي التِّرْمِذِيَّ، أَوْ بِدُونِ قَوْلِهِ: عَنْ أَبِيهِ، وَاللَّهُ الْعَاصِمُ.

(" مَنْ تَخَطَّى ") أَيْ: تَجَاوَزَ (" رِقَابَ النَّاسِ ") قَالَ الْقَاضِي: أَيْ بِالْخَطْوِ عَلَيْهَا (" يَوْمَ الْجُمُعَةِ ") : خُصَّ لِلتَّعْظِيمِ (" اتَّخَذَ ") : بِالْبِنَاءِ لِلْفَاعِلِ، وَقِيلَ: لِلْمَفْعُولِ (" جِسْرًا ") أَيْ: مَعْبَرًا مُمْتَدًّا (" إِلَى جَهَنَّمَ ") قَالَ الْقَاضِي: فَعَلَى الْأَوَّلِ مَعْنَاهُ: أَنَّ صُنْعَهُ هَذَا يُؤَدِّيهِ إِلَى جَهَنَّمَ ; لِمَا فِيهِ مِنْ إِيذَاءِ النَّاسِ وَاحْتِقَارِهِمْ، فَكَأَنَّهُ جِسْرٌ اتَّخَذَهُ إِلَيْهَا: كَانَ النِّدَاءُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوَّلُهُ إِذَا جَلَسَ الْإِمَامُ عَلَى الْمِنْبَرِ، عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، فَلَمَّا كَانَ عُثْمَانُ وَكَثُرْنَا غَيْرُ تَفْصِيلٍ بَيْنَ كَوْنِهِ ذِكْرًا طَوِيلًا يُسَمَّى خُطْبَةً أَوْ ذِكْرًا لَا يُسَمَّى خُطْبَةً، فَكَانَ الشَّرْطُ الذِّكْرَ الْأَعَمَّ بِالْقَاطِعِ، غَيْرَ أَنَّ الْمَأْثُورَ عَنْهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - رَأَى رَجُلًا يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ فَقَالَ: اجْلِسْ فَقَدْ آذَيْتَ وَآنَيْتَ أَيْ: تَأَخَّرْتَ، وَأَمَّا مَا رُوِيَ أَنَّ عُثْمَانَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - تَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ وَعُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - يَخْطُبُ فَلَمْ يُنْكِرْ عَلَيْهِ أَحَدٌ، فَمَحْمُولٌ عَلَى أَنَّهُ كَانَ قُدَّامَ الصَّفِّ فُرْجَةٌ، أَوْ عَلَى أَنَّ الْمُتَخَطَّى عَلَيْهِ رَضِيَ لَهُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>