كَوْنَهُ طَهُورًا مَبْنِيٌّ عَلَى كَوْنِهِ صَبُورًا شَكُورًا. (فَقَالَ) أَيِ: النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (لَهُ) أَيْ: لِلْأَعْرَابِيِّ. (لَا بَأْسَ طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ " قَالَ) أَيِ: الْأَعْرَابِيُّ مِنْ جَفَاوَتِهِ، وَعَدَمِ فَطَانَتِهِ. (كَلَّا) أَيْ: لَيْسَ الْأَمْرُ كَمَا قُلْتَ، أَوْ لَا تَقُلْ هَذَا فَإِنَّ قَوْلَهُ: كَلَّا مُحْتَمِلٌ لِلْكُفْرِ وَعَدَمِهِ، وَيُؤَيِّدُهُ كَوْنُهُ أَعْرَابِيًّا جِلْفًا، فَلَمْ يَقْصِدْ حَقِيقَةَ الرَّدِّ وَالتَّكْذِيبِ، وَلَا بَلَغَ حَدَّ الْيَأْسِ وَالْقُنُوطِ. (بَلْ حُمَّى تَفُورُ) أَيْ: تَغْلِي فِي بَدَنٍ كَغَلْيِ الْقُدُورِ. (عَلَى شَيْخٍ كَبِيرٍ) أَيْ: بِعَقْلٍ قَصِيرٍ أَيِسَ مِنْ قُدْرَةِ الْقَدِيرِ. (تُزِيرُهُ الْقُبُورَ) أَيْ: تَحْمِلُهُ الْحُمَّى عَلَى زِيَارَةِ الْقُبُورِ، وَتَجْعَلُهُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ. (فَقَالَ النَّبِيُّ -) صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَيْ: غَضَبًا عَلَيْهِ. (فَنَعَمْ) : بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَكَسْرِهَا. (إِذًا) وَفِي نُسْخَةٍ " إِذَنْ " أَيْ: إِذَنْ هَذَا الْمَرَضُ لَيْسَ بِمُطَهِّرِكَ كَمَا قُلْتَ، أَوْ ضَخْمٌ إِذَا أَبَيْتَ إِلَّا الْيَأْسَ وَكُفْرَانَ النِّعْمَةِ، فَنَعَمْ إِذًا يَحْصُلُ لَكَ مَا قُلْتَ إِذْ لَيْسَ جَزَاءُ كُفْرَانِ النِّعْمَةَ إِلَّا حِرْمَانَهَا. قَالَ الطِّيبِيُّ: الْفَاءُ مُرَتَّبَةٌ عَلَى مَحْذُوفٍ، وَنَعَمْ تَقْرِيرٌ لِمَا قَالَ: يَعْنِي: أَرْشَدْتُكَ بِقَوْلِي: لَا بَأْسَ عَلَيْكَ إِلَّا أَنَّ الْحُمَّى تُطَهِّرُكَ مِنْ ذُنُوبِكَ ; فَاصْبِرْ وَاشْكُرِ اللَّهَ تَعَالَى، فَأَبَيْتَ إِلَّا الْيَأْسَ وَالْكُفْرَانَ، فَكَانَ كَمَا زَعَمْتَ، وَمَا اكْتَفَيْتَ بِذَلِكَ، بَلْ رَدَدْتَ نِعْمَةَ اللَّهِ وَأَنْتَ مُسَجَّعٌ بِهِ قَالَهُ غَضَبًا عَلَيْهِ. (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ) قَالَ مِيرَكُ: وَالنَّسَائِيُّ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute