١٧٢٦ - وَعَنِ ابْنِ بُرْدَةَ قَالَ: «أُغْمِيَ عَلَى أَبِي مُوسِي الْأَشْعَرِيِّ ; فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ: أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ تَصِيحُ بِرَنَّةٍ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ: أَلَمْ تَعْلَمِي وَكَانَ يُحَدِّثُهَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَنَا بَرِيءٌ مِمَّنْ حَلَقَ، وَصَلَقَ، وَخَرَقَ» ؟ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وَلَفْظُهُ لِمُسْلِمٍ.
ــ
١٧٢٦ - (وَعَنْ أَبِي بُرْدَةَ) أَيْ: عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ) بْنِ قَيْسٍ: أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، أَحَدِ التَّابِعِينَ الْمَشْهُورِينَ الْمُكْثِرِينَ، سَمِعَ أَبَاهُ وَعَلِيًّا وَغَيْرَهُمَا، كَانَ عَلَى قَضَاءِ الْكُوفَةِ بَعْدَ شُرَيْحٍ، فَعَزَلَهُ الْحَجَّاجُ. قَالَ الْمُؤَلِّفُ. (قَالَ: أُغْمِيَ عَلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ ; فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ أَيْ: شَرَعَتْ، وَجَعَلَتْ، وَصَارَتْ (تَصِيحُ بِرَنَّةٍ) قَالَ النَّوَوِيُّ: هُوَ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَتَشْدِيدِ النُّونِ صَوْتٌ مَعَ الْبُكَاءِ فِيهِ تَرْجِيعٌ. (ثُمَّ أَفَاقَ) أَيْ: أَبُو مُوسَى. (فَقَالَ: أَلَمْ تَعْلَمِي) أَيْ: مَا حَدَّثْتُكِ. (وَكَانَ يُحَدِّثُهَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَنَا بَرِيءٌ) . قَالَ الطِّيبِيُّ: وَكَانَ يُحَدِّثُهَا حَالٌ، وَالْعَامِلُ قَالَ، وَمَفْعُولُ أَلَمْ تَعْلَمِي مَقُولُ الْقَوْلِ، أَيْ: أَلَمْ تَعْلَمِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَنَا بَرِيءٌ فَتَنَازَعَا مِنْهُ. (مِمَّنْ حَلَقَ) أَيْ: شَعْرَهُ أَوْ رَأْسَهُ لِأَجْلِ الْمُصِيبَةِ. (وَصَلَقَ) وَفِي الْمَصَابِيحِ بِالسِّينِ، وَهُوَ لُغَةٌ عَلَى مَا فِي النِّهَايَةِ، أَيْ: رَفَعَ صَوْتَهُ بِالْبُكَاءِ وَالْمَرَحِ، أَوْ قَالَ مَا لَا يَجُوزُ شَرْعًا، وَقِيلَ: الصَّلْقُ: اللَّطْمُ وَالْخَدْشُ. (وَخَرَقَ) بِالتَّخْفِيفِ أَيْ: قَطَعَ ثَوْبَهُ بِالْمُصِيبَةِ، وَكَانَ الْجَمِيعُ مِنْ صَنِيعِ الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ ذَلِكَ فِي أَغْلَبِ الْأَحْوَالِ مِنْ صَنِيعِ النِّسَاءِ. قَالَ ابْنُ الْمَلَكِ: وَكَانَ مِنْ عَادَةِ الْعَرَبِ إِذَا مَاتَ لِأَحَدِهِمْ قَرِيبٌ أَنْ يَحْلِقَ رَأْسَهُ، كَمَا أَنَّ عَادَةَ بَعْضِ الْعَجَمِ قَطْعُ بَعْضِ شَعْرِ الرَّأْسِ، وَقِيلَ: أَرَادَ بِهِ الَّتِي تَحْلِقُ وَجْهَهَا لِلزِّينَةِ، قُلْتُ: هَذَا الْأَخِيرُ بَعِيدٌ مِنَ الْمَقَامِ. (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ) وَلَفْظُهُ لِمُسْلِمٍ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute