٢١٣٣ - (الْفَصْلُ الثَّانِي) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " «ثَلَاثَةٌ تَحْتَ الْعَرْشِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْقُرْآنُ يُحَاجُّ الْعِبَادَ لَهُ ظَهْرٌ وَبَطْنٌ، وَالْأَمَانَةُ وَالرَّحِمُ تُنَادِي أَلَا مَنْ وَصَلَنِي وَصَلَهُ اللَّهُ وَمَنْ قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللَّهُ» " رَوَاهُ فِي شَرْحِ السُّنَّةِ.
ــ
٢١٣٣ - (الْفَصْلُ الثَّانِي) (عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ثَلَاثَةٌ) ، أَيْ أَشْيَاءٌ أَوْ أَعْمَالٌ (تَحْتَ الْعَرْشِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) ، أَيْ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (الْقُرْآنُ) قَدَّمَهُ فَإِنَّهُ أَجَلُّهَا رُتْبَةً وَأَعْظَمُهَا حُرْمهً، وَلِذَا فَصَلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَعْطُوفِ عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ (يُحَاجُّ الْعِبَادَ) ، أَيْ يُخَاصِمُهُمْ فِيمَا ضَيَّعُوهُ وَأَعْرَضُوا عَنْهُ مِنْ أَحْكَامِهِ وَحُدُودِهِ أَوْ يُحَاجُّ لَهُمْ وَيُخَاصِمُ عَنْهُمْ بِسَبَبِ مُحَافَظَتِهِمْ حُقُوقِهِ كَمَا تَقَدَّمَ يُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا وَكَمَا وَرَدَ الْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ فَنَصَبَ الْعِبَادَ بِنَزْعِ الْخَافِضِ (لَهُ) ، أَيِ الْقُرْآنُ (ظَهْرٌ) ، أَيْ مَعْنًى ظَاهِرٌ يَسْتَغْنِي عَنِ التَّأَمُّلِ يَفْهَمُهُ أَكْثَرُ النَّاسِ الَّذِينَ عِنْدَهُمْ أَدَوَاتُ فَهْمِهِ (وَبَطْنٌ) ، أَيْ مَعْنًى خَفِيٌّ يَحْتَاجُ إِلَى التَّأْوِيلِ مِنْ إِشَارَاتٍ خَفِيَّةٍ لَا يَفْهَمُهَا إِلَّا خَوَاصُّ الْمُقَرَّبِينَ مِنَ الْعُلَمَاءِ الْعَالِمِينَ بِحَسَبِ الِاسْتِعْدَادِ وَحُصُولِ الْإِمْدَادِ، وَقِيلَ: ظَهْرُهُ تِلَاوَتُهُ كَمَا أُنْزِلَ،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute