للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(الْفَصْلُ الثَّانِي)

٢٤٢٨ - عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ «أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا رَأَى الْهِلَالَ قَالَ: (اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْأَمْنِ وَالْإِيمَانِ وَالسَّلَامَةِ وَالْإِسْلَامِ رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ» ) . رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.

ــ

(الْفَصْلُ الثَّانِي)

٢٤٢٨ - (عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ) وَهُوَ أَحَدُ الْعَشَرَةِ الْمُبَشَّرِينَ (أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا رَأَى الْهِلَالَ) وَهُوَ يَكُونُ مِنَ اللَّيْلَةِ الْأُولَى وَالثَّانِيَةِ وَالثَّالِثَةِ ثُمَّ هُوَ قَمَرٌ (قَالَ: اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ) بِتَشْدِيدِ اللَّامِ أَمْرٌ مِنَ الْإِهْلَالِ، قَالَ الطِّيبِيُّ: يُرْوَى مُدْغَمًا وَمَفْكُوكًا أَيْ: أَطْلِعْهُ (عَلَيْنَا) مُقْتَرِنًا (بِالْأَمْنِ وَالْإِيمَانِ) وَأَغْرَبَ ابْنُ الْمَلَكِ وَقَالَ: الْبَاءُ لِلسَّبَبِيَّةِ أَيِ: اجْعَلْهُ سَبَبَ أَمْنِنَا، وَفِيهِ أَنَّ مَدْخُولَ الْبَاءِ يَكُونُ سَبَبًا لَا مُسَبَّبًا، وَقَالَ بَعْضُ الْمُحَقِّقِينَ مِنْ عُلَمَائِنَا: الْإِهْلَالُ فِي الْأَصْلِ رَفْعُ الصَّوْتِ نُقِلَ مِنْهُ إِلَى رُؤْيَةِ الْهِلَالِ لِأَنَّ النَّاسَ يَرْفَعُونَ أَصْوَاتَهُمْ إِذَا رَأَوْهُ بِالْإِخْبَارِ عَنْهُ، وَلِذَلِكَ سُمِّيَ الْهِلَالُ هِلَالًا، نُقِلَ مِنْهُ إِلَى طُلُوعِهِ لِأَنَّهُ سَبَبٌ لِرُؤْيَتِهِ وَمِنْهُ إِلَى إِطْلَاعِهِ، وَفِي الْحَدِيثِ بِهَذَا الْمَعْنَى أَيْ: أَطْلِعْهُ عَلَيْنَا وَأَرِنَا إِيَّاهُ مُقْتَرِنًا بِالْأَمْنِ وَالْإِيمَانِ أَيْ: بَاطِنًا (وَالسَّلَامَةِ وَالْإِسْلَامِ) أَيْ: ظَاهِرًا، وَنَبَّهَ بِذِكْرِ الْأَمْنِ وَالسَّلَامَةِ عَلَى طَلَبِ دَفْعِ كُلِّ مَضَرَّةٍ، وَبِالْإِيمَانِ وَالْإِسْلَامِ عَلَى جَلْبِ كُلِّ مَنْفَعَةٍ عَلَى أَبْلَغِ وَجْهٍ وَأَوْجَزِ عِبَارَةٍ (رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ) خِطَابٌ لِلْهِلَالِ عَلَى طَرِيقِ الِالْتِفَاتِ، وَفِيهِ تَنْزِيهٌ لِلْخَالِقِ عَنْ مُشَارِكٍ فِي تَدْبِيرِ خَلْقِهِ، وَرَدٌّ عَلَى مَنْ عَبَدَ غَيْرَ اللَّهِ مِنَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ، وَتَنْبِيهٌ عَلَى أَنَّ الدُّعَاءَ مُسْتَحَبٌّ عِنْدَ ظُهُورِ الْآيَاتِ وَتَقَلُّبِ الْحَالَاتِ (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ) وَرَوَاهُ الدَّارِمِيُّ وَابْنُ حِبَّانَ وَزَادَ " وَالتَّوْفِيقُ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى ".

<<  <  ج: ص:  >  >>