٢٥٨٣ - وَعَنْ قُدَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَسْعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ عَلَى بَعِيرٍ، لَا ضَرْبَ، وَلَا طَرْدَ، وَلَا إِلَيْكَ إِلَيْكَ» ، رَوَاهُ فِي: " شَرْحِ السُّنَّةِ ".
ــ
٢٥٨٣ - (وَعَنْ قُدَامَةَ) : بِضَمِّ الْقَافِ وَتَخْفِيفِ الدَّالِ (ابْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَسْعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ عَلَى بَعِيرٍ» ) : أَيْ: فِي وَقْتٍ غَيْرِ مَا سَبَقَ (لَا ضَرْبَ وَلَا طَرْدَ) : بِالْفَتْحِ، وَالرَّفْعِ مُنَوَّنًا فِيهِمَا (وَلَا إِلَيْكَ) : أَيْ: ابْعُدْ (إِلَيْكَ) : أَيْ: تَنَحَّ. قَالَ الطِّيبِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ: أَيْ مَا كَانَ يَضْرِبُونَ النَّاسَ، وَلَا يَطْرُدُونَهُمْ، وَلَا يَقُولُونَ: تَنَحَّوْا عَنِ الطَّرِيقِ كَمَا هُوَ عَادَةُ الْمُلُوكِ، وَالْجَبَابِرَةِ، وَالْمَقْصُودُ التَّعْرِيضُ بِالَّذِينِ كَانُوا يَعْمَلُونَ ذَلِكَ اهـ.
وَذَكَرَ السُّيُوطِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ: أَنَّ أَوَّلَ بِدْعَةٍ ظَهَرَتْ قَوْلُ النَّاسِ: الطَّرِيقَ الطَّرِيقَ. أَقُولُ: قَدْ رَضِينَا فِي هَذَا الزَّمَانِ بِإِلَيْكَ وَإِلَيْكَ، وَبِ (الطَّرِيقَ الطَّرِيقَ) عَلَيْكَ، فَإِنَّهُ نَشَأَ نَاسٌ يَدْفَعُونَ بِأَيْدِيهِمْ، وَأَرْجُلِهِمْ، وَيَدُوسُونَ بِدَوَابِّهِمْ، وَهُمْ سَاكِتُونَ. {أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف: ١٧٩] . (رَوَاهُ فِي شَرْحِ السُّنَّةِ) .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute