٢٦٧٧ - وَعَنْ أَبِي الْبَدَّاحِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - قَالَ: «رَخَّصَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِرِعَاءِ الْإِبِلِ فِي الْبَيْتُوتَةِ: أَنْ يَرْمُوا يَوْمَ النَّحْرِ، ثُمَّ يَجْمَعُوا رَمْيَ يَوْمَيْنِ بَعْدَ يَوْمِ النَّحْرِ، فَيَرْمُوهُ فِي أَحَدِهِمَا» . رَوَاهُ مَالِكٌ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ.
وَهَذَا الْبَابُ خَالٍ عَنِ الْفَصْلِ الثَّالِثِ.
ــ
٢٦٧٧ - (وَعَنْ أَبِي الْبَدَّاحِ) : بِفَتْحِ الْمُوَحَّدَةِ فَتَشْدِيدِ الدَّالِ وَبِالْحَاءِ الْمُهْمَلَتَيْنِ (ابْنِ عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ) : أَيْ: عَاصِمٍ. قَالَ الطِّيبِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ: الصَّحِيحُ أَنَّهُ صَحَابِيٌّ يَرْوِي عَنْ أَبِيهِ، وَقَالَ الْمُؤَلِّفُ: قَدِ اخْتُلِفَ فِي اسْمِهِ، فَقِيلَ: إِنَّ اسْمَهُ عَاصِمُ بْنُ عَدِيٍّ، وَقِيلَ هُوَ ابْنُ عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ، وَأَبُو الْبَدَّاحِ لَقَبٌ غَلَبَ عَلَيْهِ، وَإِنَّمَا كُنْيَتُهُ أَبُو عَمْرٍو، وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي صُحْبَتِهِ فَقِيلَ: لَهُ إِدْرَاكٌ، وَقِيلَ: إِنَّ الصُّحْبَةَ لِأَبِيهِ وَلَيْسَتْ لَهُ صُحْبَةٌ، وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ صَحَابِيٌّ، قَالَهُ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ. (قَالَ: رَخَّصَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِرِعَاةِ الْإِبِلِ) : بِكَسْرِ الرَّاءِ وَالْمَدِّ، جَمْعُ رَاعٍ أَيْ: لِرِعَاتِهَا (فِي الْبَيْتُوتَةِ) : أَيْ: فِي تَرْكِهَا (أَنْ يَرْمُوا) : أَيْ: جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ (يَوْمَ النَّحْرِ) : أَيْ: فِي أَوَّلِ أَيَّامِهِ (ثُمَّ يَجْمَعُوا رَمْيَ يَوْمَيْنِ بَعْدَ يَوْمِ النَّحْرِ، فَيَرْمُوهُ) : أَيْ: رَمْيَ الْيَوْمَيْنِ (فِي أَحَدِهِمَا) : أَيْ: فِي أَحَدِ الْيَوْمَيْنِ لِأَنَّهُمْ مَشْغُولُونَ بِرَعْيِ الْإِبِلِ.
قَالَ الطِّيبِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ: أَيْ: رَخَّصَ لَهُمْ أَنْ لَا يَبِيتُوا بِمِنًى لَيَالِيَ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ، وَأَنْ يَرْمُوا يَوْمَ الْعِيدِ جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ فَقَطْ، ثُمَّ لَا يَرْمُوا فِي الْغَدِ، بَلْ يَرْمُوا بَعْدَ الْغَدِ رَمْيَ الْيَوْمَيْنِ الْقَضَاءِ وَالْأَدَاءِ، وَلَمْ يُجَوِّزِ الشَّافِعِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - وَمَالِكٌ - رَحِمَهُ اللَّهُ - أَنْ يُقَدِّمُوا الرَّمْيَ فِي الْغَدِ اهـ. هُوَ كَذَلِكَ عِنْدَ أَئِمَّتِنَا. (وَرَوَاهُ مَالِكٌ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ) : وَغَيْرُهُمْ (وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ) وَفِي رِوَايَةٍ: «أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَخَّصَ لِرِعَاءِ الْإِبِلِ أَنْ يَتْرُكُوا الْمَبِيتَ بِمِنًى، وَأَنْ يَرْمُوا يَوْمًا وَيَدَعُوا يَوْمًا ثُمَّ يَتَدَارَكُونَهُ» .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute