٣٤٢١ - وَعَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " «مَنْ قَالَ: إِنِّي بَرِيءٌ مِنَ الْإِسْلَامِ ; فَإِنْ كَانَ كَاذِبًا فَهُوَ كَمَا قَالَ، وَإِنْ كَانَ صَادِقًا فَلَنْ يَرْجِعَ إِلَى الْإِسْلَامِ سَالِمًا» ". رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ.
ــ
٣٤٢١ - (وَعَنْهُ) : أَيْ عَنْ بُرَيْدَةَ (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " مَنْ قَالَ: إِنِّي بَرِيءٌ مِنَ الْإِسْلَامِ ") : أَيْ لَوْ فَعَلْتُ كَذَا أَوْ لَمْ أَفْعَلْهُ (" فَإِنْ كَانَ كَاذِبًا ") : أَيْ فِي حَلِفِهِ عَلَى زَعْمِهِ (" فَهُوَ كَمَا قَالَ ") . فِيهِ مُبَالَغَةُ تَهْدِيدٍ وَزَجْرٍ مَعَ التَّشْدِيدِ عَنْ ذَلِكَ الْقَوْلِ، فَإِنَّهُ يَمِينٌ غَمُوسٌ. قَالَ ابْنُ الْمَلَكِ رَحِمَهُ اللَّهُ: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ إِنَّمَا جَعَلَ عُقُوبَتَهُ فِي دِينِهِ دُونَ مَالِهِ اهـ. وَسَبَقَ تَحْقِيقُهُ فِيمَا مَضَى (وَإِنْ كَانَ صَادِقًا) : أَيْ فِي حَلِفِهِ عَلَى زَعْمِهِ أَعَمُّ مِنْ أَنْ يَكُونَ مُطَابِقًا فِي الْوَاقِعِ أَمْ لَا (" فَلَنْ يَرْجِعَ إِلَى الْإِسْلَامِ سَالِمًا ") . أَيْ يَكُونُ بِنَفْسِ هَذَا الْحَلِفِ آثِمًا. قَالَ ابْنُ الْمَلَكِ: وَهَذَا أَقْرَبُ مِنَ الْيَمِينِ بِالْأَمَانَةِ، وَقِيلَ: يَجُوزُ أَنَّهُ زَعَمَ أَنَّهُ صَادِقٌ وَلَيْسَ بِصَادِقٍ فِي الْحَقِيقَةِ اهـ. فَتَأَمَّلْ فِيمَا مَضَى قَالَ ابْنُ الْهُمَامِ: قَوْلُهُ وَهُوَ بَرِيءٌ مِنَ الْإِسْلَامِ إِنْ فَعَلَ كَذَا يَمِينٌ عِنْدَنَا، وَكَذَا إِذَا قَالَ: هُوَ بَرِيءٌ مِنَ الصَّلَاةِ وَالصَّوْمِ. (رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ) .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute