٣٥١٣ - (وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ) : أَيْ: أَخْبِرْنِي (إِنْ جَاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ أَخْذَ مَالِي؟) : أَيْ: غَصْبًا (قَالَ: فَلَا تُعْطِهِ مَالَكَ) : بِإِشْبَاعِ الْهَاءِ عَلَى أَنَّ الضَّمِيرَ لِلرَّجُلِ وَفِي نُسْخَةٍ بِإِسْكَانِ الْهَاءِ. قَالَ الطِّيبِيُّ قَوْلُهُ: فَلَا تُعْطِهِ جَوَابٌ لِلسُّؤَالِ وَجَزَاءُ الشَّرْطِ مَحْذُوفٌ يَدُلُّ عَلَيْهِ السُّؤَالُ، كَمَا أَنَّ السُّؤَالَ شَرْطُ جَزَائِهِ مَحْذُوفٌ يَعْنِي: إِنْ جَاءَ رَجُلٌ بِهَذِهِ الصِّفَةِ فَأُعْطِهِ أَمْ لَا؟ قَالَ: فَلَا تُعْطِهِ. يَعْنِي إِنْ كَانَ كَمَا وَصَفْتَهُ وَعَلَى هَذَا قَوْلُهُ: (قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَاتَلَنِي: قَالَ: قَاتِلْهُ) . قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلَنِي؟ قَالَ: فَأَنْتَ شَهِيدٌ) : وَأَمَّا مَا جَاءَ بِلَا فَاءٍ مِنْ قَوْلِهِ: (قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلْتُهُ؟ . قَالَ: هُوَ فِي النَّارِ) : فَعَلَى الِاسْتِئْنَافِ بَعْدَ تَقْدِيرِ جَوَابِ الشَّرْطِ كَأَنَّ قَائِلًا سَأَلَ فَمَاذَا؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَوَابِهِ، فَأُجِيبَ قَالَ كَذَا اهـ. وَمَعْنَى هُوَ فِي النَّارِ أَنَّهُ لَا شَيْءَ عَلَيْكَ، وَفِيهِ أَنْ دَفْعَ الْقَاتِلِ وَهُلْكَهُ فِي الدَّفْعِ مُبَاحٌ. (رَوَاهُ مُسْلِمٌ) .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute