٣٥٢٣ - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( «يُوشِكُ إِنْ طَالَتْ بِكَ مُدَّةٌ أَنْ تَرَى قَوْمًا فِي أَيْدِيهِمْ مِثْلُ أَذْنَابِ الْبَقَرِ، يَغْدُونَ فِي غَضَبِ اللَّهِ، وَيَرُوحُونَ فِي سَخَطِ اللَّهِ) وَفِي رِوَايَةٍ: (وَيَرُوحُونَ فِي لَعْنَةِ اللَّهِ» ) . رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
ــ
٣٥٢٣ - (وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يُوشِكُ) : أَيْ: يَقْرُبُ (إِنْ طَالَتْ بِكَ مُدَّةٌ) : أَيْ: حَيَاةٌ (أَنْ تَرَى) : اسْمُ يُوشِكُ أَيْ تُبْصِرُ (قَوْمًا فِي أَيْدِيهِمْ) : خَبَرٌ مُقَدَّمٌ مُبْتَدَؤُهُ (مِثْلُ أَذْنَابِ الْبَقَرِ) : أَيْ: سِيَاطٌ كَمَا فِي رِوَايَةٍ، وَالْجُمْلَةُ صِفَةُ قَوْمًا، وَتُسَمَّى تِلْكَ السِّيَاطُ فِي دِيَارِ الْعَرَبِ بِالْمَقَارِعِ جَمْعُ مَقْرَعَةٍ، وَهِيَ جِلْدَةٌ طَرَفُهَا مَشْدُودٌ عَرْضُهُ كَعَرْضِ الْأُصْبُعِ الْوُسْطَى يَضْرِبُونَ السَّارِقِينَ عُرَاةً، وَقِيلَ: هُمُ الطَّوَّافُونَ عَلَى أَبْوَابِ الظَّلَمَةِ السَّاعُونَ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ كَالْكَلْبِ الْعَقُورِ وَيَطْرُدُونَ النَّاسَ عَنْهَا بِالضَّرْبِ (يَغْدُونَ) : أَيْ: يُصْبِحُونَ (فِي غَضَبِ اللَّهِ وَيَرُوحُونَ) : أَيْ: يُمْسُونَ (فِي سَخَطِ اللَّهِ) : أَيِ: الَّذِي هُوَ أَشَدُّ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ لِتَكْرَارِ هَذَا الْأَمْرِ مِنْهُ، وَاسْتِمْرَارِ صُدُورِ هَذَا الْفِعْلِ عَنْهُ. (وَفِي رِوَايَةٍ: وَيَرُوحُونَ فِي لَعْنَةِ اللَّهِ) : أَيْ: إِبْعَادِهِ عَنْ رَحْمَتِهِ فَإِنَّهُمْ يُقَدِّمُونَ أَمْرَ أَمِيرِهِمْ عَلَى أَمْرِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَلَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ. قَالَ الطِّيبِيُّ: الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ: (يَغْدُونَ وَيَرُوحُونَ) إِمَّا الدَّوَامُ وَالِاسْتِمْرَارُ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ} [الأنعام: ٥٢] يَعْنِي هُمْ أَبَدًا فِي غَضَبِ اللَّهِ وَسَخَطِهِ لَا يَحْلُمُ عَلَيْهِمْ وَلَا يَرْضَى عَنْهُمْ، وَإِنْ أُرِيدَ بِهِمَا الْوَقْتَانِ الْمَخْصُوصَانِ، فَالْمَعْنَى يُصْبِحُونَ يُؤْذُونَ النَّاسَ وَيُرَوِّعُونَهُمْ وَلَا يَرْحَمُونَ عَلَيْهِمْ، فَغَضِبَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ، وَيُمْسُونَ يَتَفَكَّرُونَ فِيمَا لَا يُرْضِي عَنْهُمُ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الْإِيذَاءِ وَالرَّوْعِ. (رَوَاهُ مُسْلِمٌ) : وَرَوَى الْبَيْهَقِيُّ، عَنْ أَنَسٍ: «مَنْ رَوَّعَ مُؤْمِنًا لَمْ يُؤَمِّنِ اللَّهُ رَوْعَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَعَى بِمُؤْمِنٍ أَقَامَهُ اللَّهُ مَقَامَ ذُلٍّ وَخِزْيٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute