للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٣٨٥٥ - وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمِيرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " «مَا مِنْ نَفْسٍ مُسْلِمَةٍ يَقْبِضُهَا رَبُّهَا، تُحِبُّ أَنْ تَرْجِعَ إِلَيْكُمْ، وَأَنَّ لَهَا الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، غَيْرُ الشَّهِيدِ ". قَالَ ابْنُ أَبِي عَمِيرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: وَلَأَنْ أُقْتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ; أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي أَهْلُ الْوَبَرِ وَالْمَدَرِ» ". رَوَاهُ النَّسَائِيُّ.

ــ

٣٨٥٥ - (وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمِيرَةَ) : بِفَتْحٍ فَكَسْرٍ مَدَنِيٌّ، وَقِيلَ قُرَشِيٌّ مُضْطَرِبُ الْحَدِيثِ لَا يَثْبُتُ فِي الصَّحَابَةِ. قَالَهُ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ. وَهُوَ شَامِيٌّ رَوَى عَنْهُ نَفَرٌ، ذَكَرَهُ الْمُؤَلِّفُ. (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: مَا مِنْ نَفْسٍ مُسْلِمَةٍ يَقْبِضُهَا رَبُّهَا) : قَالَ بَعْضُ الْأَكَابِرِ: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حَقِيقَةً وَيَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ مَجَازًا، وَيُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ خُصُوصِيَّةً لِبَعْضٍ (تُحِبُّ) : خَبَرُ مَا ; أَيْ تَوَدُّ وَتَتَمَنَّى (أَنْ تَرْجِعَ) ; أَيْ: تَنْقَلِبَ (إِلَيْكُمْ، وَأَنَّ لَهَا الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا) : بِفَتْحِ أَنَّ، وَفِي نُسْخَةٍ بِكَسْرِهَا. قَالَ الطِّيبِيُّ: يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ هُوَ مَعْطُوفًا عَلَى أَنْ يَرْجِعَ، وَأَنْ يَكُونَ حَالًا إِنْ رُوِيَ بِكَسْرِ إِنَّ، وَقَوْلُهُ (غَيْرُ الشَّهِيدِ) : بَدَلٌ مِنْ فَاعِلِ تُحِبُّ اه. وَفِي نُسْخَةٍ بِنَصْبِ (غَيْرَ) عَلَى الِاسْتِثْنَاءِ (قَالَ ابْنُ أَبِي عَمِيرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: لَأَنْ أُقْتَلَ) : بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ ; أَيْ: لَكَوْنِي مَقْتُولًا (فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي) : أَيْ: مِلْكًا (أَهْلُ الْوَبَرِ وَالْمَدَرِ) : بِفَتْحَتَيْنِ فِيهِمَا. قَالَ الطِّيبِيُّ: الْمُرَادُ بِأَهْلِ الْوَبَرِ سُكَّانُ الْبَوَادِي ; لِأَنَّ خِبَاءَهُمْ مِنَ الْوَبَرِ غَالِبًا، وَبِأَهْلِ الْمَدَرِ سُكَّانُ الْقُرَى وَالْأَمْصَارِ، وَأَرَادَ بِهِ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، كَمَا سَبَقَ فَغَلَّبَ الْعُقَلَاءَ عَلَى غَيْرِهِمْ، كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: ٢] فِي أَحَدِ وَجْهَيْهِ، وَأَسْنَدَ الْمَحَبَّةَ إِلَى نَفْسِهِ الزَّكِيَّةِ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ، وَالْمُرَادُ بِهِ غَيْرُهُ لِقَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اه. وَلَا بَعْدَ أَنْ يَكُونَ الْإِسْنَادُ عَلَى حَقِيقَتِهِ، وَلَهُ زِيَادَةُ ثَوَابٍ عَلَى نِيَّتِهِ وَتَمَنِّيهِ وَمَوَدَّتِهِ. (رَوَاهُ النَّسَائِيُّ) .

<<  <  ج: ص:  >  >>