٣٩١٤ - وَعَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «كَانَ النَّاسُ إِذَا نَزَلُوا مَنْزِلًا تَفَرَّقُوا فِي الشِّعَابِ وَالْأَوْدِيَةِ» ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " «إِنَّ تَفَرُّقَكُمْ فِي هَذِهِ الشِّعَابِ وَالْأَوْدِيَةِ إِنَّمَا ذَلِكُمْ مِنَ الشَّيْطَانِ» ". فَلَمْ يَنْزِلُوا بَعْدَ ذَلِكَ مَنْزِلًا إِلَّا انْضَمَّ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، حَتَّى يُقَالَ: لَوْ بُسِطَ عَلَيْهِمْ ثَوْبٌ لَعَمَّهُمْ. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.
ــ
٣٩١٤ - (وَعَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ) : بِضَمٍّ فَفَتْحٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. قَالَ الْمُؤَلِّفُ: هُوَ مَشْهُورٌ بِكُنْيَتِهِ بَايَعَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ وَأَرْسَلَهُ إِلَى قَوْمِهِ فَأَسْلَمُوا نَزَلَ الشَّامَ وَمَاتَ بِهَا سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ. (قَالَ: كَانَ النَّاسُ) ; أَيْ: مِنَ الصَّحَابَةِ (إِذَا نَزَلُوا مَنْزِلًا) : أَيْ: فِي السَّفَرِ تَفَرَّقُوا فِي الشِّعَابِ) : بِكَسْرِ أَوَّلِهِ جَمْعُ الشِّعْبِ، وَهُوَ الطَّرِيقُ، وَقِيلَ: الطَّرِيقُ فِي الْجَبَلِ (وَالْأَوْدِيَةِ) : جَمْعُ الْوَادِي وَهُوَ الْمَسِيلُ مِمَّا بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ. (فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إِنَّ تَفَرُّقَكُمْ فِي هَذِهِ الشِّعَابِ وَالْأَوْدِيَةِ إِنَّ ذَلِكُمْ) : أَيْ: تَفَرُّقَكُمْ (مِنَ الشَّيْطَانِ) : أَيْ: لِيُخَوِّفَ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ وَيُحَرِّكَ أَعْدَاءَهُ. قَالَ الطِّيبِيُّ: وَقَعَ مَوْقِعَ خَبَرِ إِنَّ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ} [آل عمران: ١٥٥] وَالتَّرْكِيبُ مِنْ بَابِ التَّرْدِيدِ لِلتَّعْلِيقِ كَقَوْلِ الشَّاعِرِ: وَمَسَّهَا حَجَرٌ مَسَّتْهُ سَرَّاءُ أَيْ: لَوْ مَسَّهَا حَجَرٌ لَسَرَّتْهُ، فَإِنَّ " إِنَّ " زِيدَتْ لِلتَّوْكِيدِ وَطُولِ الْكَلَامِ، وَ (مَا) لِتَكُفَّهَا عَنِ الْعَمَلِ، وَأَصْلُ التَّرْكِيبِ أَنَّ تَفَرُّقَكُمْ فِي هَذِهِ الشِّعَابِ ذَلِكُمْ مِنَ الشَّيْطَانِ. (فَلَمْ يَنْزِلُوا) : أَيِ النَّاسُ (بَعْدَ ذَلِكَ) : أَيِ: الْقَوْلِ (مَنْزِلًا إِلَّا انْضَمَّ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، حَتَّى يُقَالَ: لَوْ بُسِطَ) : بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ ; أَيْ: لَوْ أُوقِعَ (عَلَيْهِمْ ثَوْبٌ لَعَمَّهُمْ) : أَيْ: لَشَمِلَ جَمِيعَهُمْ (رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ) .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute