للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٩١٥ - وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «كُنَّا يَوْمَ بَدْرٍ، كُلَّ ثَلَاثَةٍ عَلَى بَعِيرٍ، فَكَانَ أَبُو لُبَابَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ زَمِيلَيْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: فَكَانَتْ إِذَا جَاءَتْ عُقْبَةُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَا: نَحْنُ نَمْشِي عَنْكَ» . قَالَ: " «مَا أَنْتُمَا بِأَقْوَى مِنِّي، وَمَا أَنَا بِأَغْنَى عَنِ الْأَجْرِ مِنْكُمَا» ". رَوَاهُ فِي " شَرْحِ السُّنَّةِ ".

ــ

٣٩١٥ - (وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنَّا) : أَيْ: أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (يَوْمَ بَدْرٍ) : أَيْ: فِي غَزْوَتِهِ (كُلَّ ثَلَاثَةٍ) : أَيْ: مِنَ الْأَنْفَارِ (عَلَى بَعِيرٍ) : أَيْ: عُقْبَةً وَمُنَاوَبَةً (فَكَانَ) : أَيْ: مِنْ جُمْلَتِنَا (أَبُو لُبَابَةَ) : وَهُوَ رِفَاعَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْذِرِ الْأَنْصَارِيُّ الْأَوْسِيُّ، غَلَبَتْ عَلَيْهِ كُنْيَتُهُ، وَكَانَ مِنَ النُّقَبَاءِ، وَشَهِدَ الْعَقَبَةَ وَبَدْرًا، وَالْمَشَاهِدَ بَعْدَهَا، وَقِيلَ: لَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا بَلْ أَمَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى الْمَدِينَةِ، وَضَرَبَ لَهُ بِسَهْمٍ مَعَ أَصْحَابِ بَدْرٍ، مَاتَ فِي خِلَافَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، رَوَى عَنْهُ ابْنُ عُمَرَ وَنَافِعٌ وَغَيْرُهُمَا، ذَكَرَهُ الْمُؤَلِّفُ. (وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ) ; أَيْ: كِلَاهُمَا (زَمِيلَيْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: بِفَتْحِ الزَّايِ وَكَسْرِ الْمِيمِ ; أَيْ عَدِيلَيْهِ، فَفِي النِّهَايَةِ: الزَّمِيلُ الْعَدِيلُ الَّذِي حَمَلَهُ مَعَ حَمْلِكَ عَلَى الْبَعِيرِ، وَقَدْ زَامَلَنِي عَادَلَنِي، وَالزَّمِيلُ ; أَيْضًا الرَّفِيقُ. وَقَالَ بَعْضُ الشُّرَّاحِ ; أَيْ: رَدِيفُهُ يَكُونَانِ مَعَهُ عَلَى الزَّامِلَةِ، وَهِيَ الْبَعِيرُ الَّذِي يَحْمِلُ الْمُسَافِرُ عَلَيْهِ طَعَامَهُ وَمَتَاعَهُ اهـ. وَالْأَظْهَرُ أَنَّ الزَّمِيلَ هُوَ الَّذِي يُرْكَبُ مَعَكَ عَلَى دَابَّةٍ وَاحِدَةٍ بِالنَّوْبَةِ بِقَرِينَةٍ مَا بَعْدَهُ وَهُوَ (قَالَ) ; أَيِ: ابْنُ مَسْعُودٍ (فَكَانَتِ) ; أَيِ: الْقِصَّةُ وَهِيَ نُسْخَةٌ: وَكَانَ ; أَيِ: الشَّأْنُ (إِذَا جَاءَتْ) : وَفِي نُسْخَةٍ إِذَا جَاءَ (عُقْبَةُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: بِضَمٍّ فَسُكُونٍ ; أَيْ: نَوْبَةُ نُزُولِهِ (قَالَا) : أَيْ أَبُو لُبَابَةَ وَعَلِيٌّ (نَحْنُ نَمْشِي عَنْكَ) ; أَيْ: نَمْشِي مَشْيًا عِوَضًا عَنْ مَشْيِكَ. وَقَالَ الطِّيبِيُّ: ضَمَّنَ الْمَشْيَ مَعْنَى الِاسْتِغْنَاءِ ; أَيْ: نَسْتَغْنِيكَ عَنِ الْمَشْيِ يَعْنِي نَمْشِي بَدَلَكَ (قَالَ: مَا أَنْتُمَا) ; أَيْ: لَسْتُمَا (بِأَقْوَى مِنِّي) ; أَيْ: فِي الدُّنْيَا (وَمَا أَنَا) ; أَيْ: وَلَسْتُ (بِأَغْنَى عَنِ الْأَجْرِ مِنْكُمَا) ; أَيْ: فِي الْعُقْبَى. قَالَ الطِّيبِيُّ: فِيهِ إِظْهَارُ غَايَةِ التَّوَاضُعِ مِنْهُ، وَالْمُوَاسَاةِ مَعَ الرُّفْقَةِ، وَالِافْتِقَارِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى (رَوَاهُ) ; أَيْ: صَاحِبُ الْمَصَابِيحِ (فِي شَرْحِ السُّنَّةِ) ; أَيْ: بِإِسْنَادِهِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>