للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٩٩٦ - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَذَكَرَ الْغُلُولَ، فَعَظَّمَهُ وَعَظَّمَ أَمْرَهُ، ثُمَّ قَالَ: " لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ بَعِيرٌ لَهُ رُغَاءٌ يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَغِثْنِي، فَأَقُولُ لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ. لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ فُرْسٌ لَهُ حَمْحَمَةٌ، فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ، لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ شَاةٌ لَهَا ثُغَاءٌ يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ أَبْلَغْتُكَ. لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ نَفْسٌ لَهَا صِيَاحٌ، فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ. لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ رِقَاعٌ تَخْفُقُ، فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ. لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ صَامِتٌ، فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ وَهَذَا لَفْظُ مُسْلِمٍ، وَهُوَ أَتَمُّ.

ــ

٣٩٩٦ - (وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ) أَيْ: يَوْمًا مِنَ الْأَيَّامِ. وَذَاتُ مُقْحَمَةٌ مَانِعَةٌ مِنْ كَوْنِ الْيَوْمِ بِمَعْنَى الْوَقْتِ الْمُطْلَقِ (فَذَكَرَ الْغُلُولَ) : بِضَمِّ الْمُعْجَمَةِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: هُوَ الْخِيَانَةُ فِي الْغَنِيمَةِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ أَعَمُّ ذَكَرَهُ النَّوَوِيُّ (فَعَظَّمَهُ) أَيْ: شَأْنَهُ عُطِفَ عَلَى فَذَكَرَ تَفْسِيرًا لَهُ (وَعَظَّمَ أَمْرَهُ) : عَطْفُ تَفْسِيرٍ لِمَا قَبْلَهُ أَيْضًا، وَأَغْرَبَ الطِّيبِيُّ وَقَالَ: هُوَ عَطْفٌ عَلَى فَعَظَّمَهُ عَلَى طَرِيقَةِ: أَعْجَبَنِي زَيْدٌ وَكَرْمُهُ أَيْ: كَرَمُ زَيْدٍ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا} [البقرة: ٩] وَقَوْلُهُ فَعَظَّمَهُ عُطِفَ عَلَى فَذَكَرَ الْغُلُولَ عَلَى هَذَا الْمِنْوَالِ اهـ. وَفِيهِ مَا لَا يَخْفَى (ثُمَّ قَالَ: " لَا أُلْفِيَنَّ ") : بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَكَسْرِ الْفَاءِ لَا أَجِدَنَّ (" أَحَدَكُمْ ") : كَقَوْلِهِمْ: لَا أَرَيَنَّكَ هَاهُنَا نَهَى نَفْسَهُ عَنْ أَنْ يَجِدَهُمْ عَلَى هَذِهِ الْحَالَةِ، وَالْمُرَادُ نَهْيُهُمْ عَنْ ذَلِكَ وَهُوَ أَبْلَغُ وَقَوْلُهُ: (" يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ") : حَالٌ مِنْ أَحَدِكُمْ وَقَوْلُهُ: (" عَلَى رَقَبَتِهِ ") : مِنَ الضَّمِيرِ فِي يَجِيءُ وَقَوْلُهُ: (" بَعِيرٌ ") : فَاعِلُ الظَّرْفِ لِاعْتِمَادِهِ أَيْ: هَذِهِ حَالَةٌ فَظِيعَةٌ شَنِيعَةٌ لَا يَنْبَغِي أَنْ أَرَاكُمْ عَلَيْهَا لِفَضِيحَتِكُمْ عَلَى رُءُوسِ الْأَشْهَادِ، وَيَدُلُّ عَلَى هَذَا التَّأْوِيلِ حَدِيثُ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ فِي الْفَصْلِ الثَّانِي مِنْ قَوْلِهِ: فَإِنَّهُ عَارٌ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (" لَهُ ") أَيْ: لِلْبَعِيرِ (رُغَاءٌ) بِضَمِّ الرَّاءِ صَوْتُ الْإِبِلِ يُقَالُ: رَغَا يَرْغُو رُغَاءً ذَكَرَهُ فِي النِّهَايَةِ (يَقُولُ) أَيْ: أَحَدُكُمْ (" يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَغِثْنِي ") : أَمْرٌ مِنَ الْإِغَاثَةِ وَالْمُرَادُ مِنْهُ الشَّفَاعَةُ (" فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ ") أَيْ: مِنَ اللَّهِ (" لَكَ ") أَيْ: لِأَجْلِكَ (" شَيْئًا ") أَيْ: مِنَ الدَّفْعِ وَالنَّفْعِ، وَالْمَعْنَى لَا أَدْفَعُ عَنْكَ شَيْئًا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ (" قَدْ أَبْلَغْتُكَ ") أَيْ: وَثَبَتَتْ عَلَيْكَ الْحُجَّةُ فِيمَا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ: {وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} [النور: ٥٤] (" «لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ فُرْسٌ لَهُ حَمْحَمَةٌ» ") : بِالْحَاءَيْنِ الْمُهْمَلَتَيْنِ صَوْتُ الْفَرَسِ دُونَ الصَّهِيلِ، ذَكَرَهُ فِي النِّهَايَةِ. وَيُمْكِنُ أَنْ يُجَرَّدَ وَيُرَادَ بِهِ مُطْلَقُ صَوْتِهِ، وَسَبَقَ عَنِ الْقَامُوسِ أَنَّ الْفَرَسَ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ. ( «فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَغِثْنِي فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ، لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ شَاةٌ لَهَا ثُغَاءٌ» ") : بِضَمِّ الْمُثَلَّثَةِ صَوْتُ الشَّاءِ (" «يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَغِثْنِي. فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ أَبْلَغْتُكَ. لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ نَفْسٌ لَهَا صِيَاحٌ» ") : بِكَسْرِ أَوَّلِهِ. قَالَ التُّورِبِشْتِيُّ: يُرِيدُ بِالنَّفْسِ

<<  <  ج: ص:  >  >>