للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٠٢٧ - وَعَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «لَمَّا قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَهْمَ ذَوِي الْقُرْبَى بَيْنَ بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ أَتَيْتُهُ أَنَا وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! هَؤُلَاءِ إِخْوَانُنَا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، لَا نُنْكِرُ فَضْلَهُمْ لِمَكَانِكَ الَّذِي وَضَعَهُ اللَّهُ مِنْهُمْ أَرَأَيْتَ إِخْوَانَنَا مِنْ بَنِي الْمُطَّلِبِ أَعْطَيْتَهُمْ وَتَرَكْتَنَا، وَإِنَّمَا قَرَابَتُنَا وَقَرَابَتُهُمْ وَاحِدَةٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا بَنُو هَاشِمٍ وَبَنُو الْمُطَّلِبِ شَيْءٌ وَاحِدٌ هَكَذَا " وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ» . رَوَاهُ الشَّافِعِيُّ. وَفِي رِوَايَةِ أَبِي دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيِّ نَحْوُهُ وَفِيهِ: " «إِنَّا وَبَنُو الْمُطَّلِبِ لَا نَفْتَرِقُ فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلَا إِسْلَامٍ، وَإِنَّمَا نَحْنُ وَهُمْ شَيْءٌ وَاحِدٌ» ". وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ.

ــ

٤٠٢٧ - (وَعَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ) : مَرَّ مِرَارًا (قَالَ: لَمَّا قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَهْمَ ذَوِي الْقُرْبَى بَيْنَ بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ أَتَيْتُهُ أَنَا وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) : بِالرَّفْعِ وَيَجُوزُ نَصْبُهُ عَلَى الْمَفْعُولِ مَعَهُ (فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! هَؤُلَاءِ إِخْوَانُنَا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ) : مِنْ بَيَانِيَّةٌ (لَا نُنْكِرُ) أَيْ: نَحْنُ (فَضْلَهُمْ) أَيْ: وَإِنْ كُنَّا مُتَسَاوِينَ فِي النَّسَبِ (لِمَكَانِكَ) أَيْ: لِأَجْلِ مَوْضِعِكَ (الَّذِي وَضَعَكَ اللَّهُ مِنْهُمْ) أَيْ: مِنْ بَنِي هَاشِمٍ خَاصَّةً مِنْ بَيْنِنَا، فَإِنَّهُمْ صَارُوا أَفْضَلَ مِنَّا لِكَوْنِهِمْ أَقْرَبَ إِلَيْكَ مِنَّا ; لِأَنَّ جَدَّكَ وَجَدَّهُمْ وَاحِدٌ، وَهُوَ هَاشِمٌ، وَإِنْ كَانَ جَدُّهُمْ وَجَدُّنَا وَاحِدًا، وَهُوَ عَبْدُ مَنَافٍ. قَالَ الطِّيبِيُّ: كُنِّيَ بِمَكَانِكَ عَنْ ذَاتِهِ الذَّكِيَّةِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَامُهُ، كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الرحمن: ٤٦] عَلَى قَوْلٍ، " وَكَمَا تَقُولُ: أَخَافَ جَانِبَ فُلَانٍ، وَفَعَلْتُ هَذَا لِمَكَانِكَ، فَإِنْ قُلْتَ: مِنْ أَيِّ قَبِيلٍ هُوَ مِنْ فَنِّ الْبَيَانِ؟ قُلْتُ: مِنْ فَنِّ التَّعْرِيضِ عَلَى سَبِيلِ الْكِنَايَةِ، فَإِنَّهُمْ قَدْ يُعَبِّرُونَ عَنِ الْمُسَمَّى بِالْمَجْلِسِ وَالْجَانِبِ وَالْمَكَانِ إِجْلَالًا لَهُ، وَتَنْوِيهًا بِشَأْنِهِ وَأَنْشَدَ فِي مَعْنَاهُ زُهَيْرٌ: فَعَرِّضْ إِذَا مَا جِئْتَ بِالْبَابِ وَالْحِمَى وَإِيَّاكَ أَنْ تَنْسَى فَتَذْكُرَ زَيْنَبَا سَيَكْفِيكَ مِنْ ذَاكَ الْمُسَمَّى إِشَارَةٌ فَدَعْهُ مَصُونًا بِالْجَلَالِ مُحْجَبَا وَنَظِيرُهُ مِثْلُكَ يَجُودُ بِمَعْنَى أَنْتَ تَجُودُ، وَلَا يُرِيدُونَ بِالْمِثْلِ الشَّبِيهُ وَالنَّظِيرُ، وَإِنَّمَا الْمُرَادُ مَنْ هُوَ بِمَنْزِلِكَ مِنَ الْأَرْيَحِيَّةِ وَالسَّمَاحَةِ يَجُودُ وَحَقُّ الظَّاهِرِ أَنْ يُقَالَ: الَّذِي وَضَعَهُ لِيَرْجِعَ إِلَى الْمَوْصُولِ، وَقَامَ ضَمِيرُ الْخِطَابِ مَقَامَ ضَمِيرِ الْغَائِبِ نَظَرًا إِلَى لَفْظَةِ مَكَانِكَ وَقَرِيبٌ مِنْهُ.

أَنَا الَّذِي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَةَ

<<  <  ج: ص:  >  >>