٤٠٨٠ - وَعَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي مِرْبَدٍ فَرَأَيْتُهُ يَسِمُ شَاءً، حَسِبْتُهُ قَالَ: فِي آذَانِهَا» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
ــ
٤٠٨٠ - (وَعَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ) أَيِ: ابْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، رَوَى عَنْ جَدِّهِ أَنَسٍ. وَسَمِعَ مِنْهُ جَمَاعَةٌ، يُعَدُّ فِي الْبَصْرِيِّينَ (عَنْ أَنَسٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي مِرْبَدٍ) : بِكَسْرِ الْمِيمِ وَسُكُونِ الرَّاءِ وَفَتْحِ الْمُوَحَّدَةِ، مَوْضِعٌ يُحْبَسُ فِيهِ الْإِبِلُ وَالْبَقَرُ وَالْغَنَمُ، وَالرَّبْدُ: الْحَبْسُ. ذَكَرَهُ ابْنُ الْمَلَكِ. وَقَالَ الطِّيبِيُّ: هُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي يُحْبَسُ فِيهِ الْإِبِلُ، وَهُوَ مِثْلُ الْحَظِيرَةِ لِلْغَنَمِ، وَالْمِرْبَدُ، هُنَا يُحْتَمَلُ أَنْ يُرَادَ بِهِ حَظِيرَةُ الْغَنَمِ مَجَازًا، وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ عَلَى ظَاهِرِهِ، وَأَنَّهُ أَدْخَلَ الْغَنَمَ فِي مِرْبَدِ الْإِبِلِ لِيَسِمَهَا اهـ. وَفِي النِّهَايَةِ الْمِرْبَدُ الْمَوْضِعُ الَّذِي يُحْبَسُ فِيهِ الْإِبِلُ وَالْغَنَمُ، وَأَطْلَقَ فِي الْقَامُوسِ وَقَالَ: الْمِرْبَدُ كَمِنْبَرٍ الْمَحْبَسُ (فَرَأَيْتُهُ يَسِمُ شَاءً) : بِشِينٍ مَفْتُوحَةٍ بَعْدَهَا أَلِفٌ فَهَمْزَةٌ جَمْعُ شَاةٍ. وَفِي نُسْخَةٍ شِيَاهٌ بِكَسْرِ الشِّينِ بَعْدَهَا يَاءٌ فَفِي الْقَامُوسِ: الشَّاةُ الْوَاحِدَةُ مِنَ الْغَنَمِ لِلذَّكَرِ وَالْأُنْثَى جَمْعُهُ شَاءٌ أَصْلُهُ شَاءٌ وَشَاهٌ اهـ. وَهُوَ مَفْعُولٌ بِهِ لِيَسِمَ، وَفِي آذَانِهَا مَفْعُولٌ فِيهِ، وَتَبْيِينٌ لِلْإِجْمَالِ وَتَصَحَّفَ عَلَى الطِّيبِيِّ حَيْثُ قَالَ: وَشَيْئًا ظَرْفٌ بِمَعْنَى يَسِمُ فِي شَيْءٍ، وَفِي آذَانِهَا بَدَلٌ مِنْ مَحَلِّهِ انْتَهَى. وَهُوَ فِي غَيْرِ مَحَلِّهِ ; لِأَنَّهُ يَبْقَى مَرْجِعًا حِينَئِذٍ لِضَمِيرِ آذَانِهَا، وَلَا مَعْنَى بِدُونِهِ لَا سِيَّمَا مَعَ إِبْهَامِ شَيْئًا مُنَكَّرًا (حَسِبْتُهُ) أَيْ: أَنَسًا (قَالَ) أَيْ: زِيَادَةٌ عَلَى مَا سَبَقَ (فِي آذَانِهَا) : بِالْمَدِّ جَمْعُ الْأُذُنِ أَيْ: يَسِمُ شَيْئًا فِي آذَانِهَا لِمَا سَبَقَ مِنَ اسْتِحْبَابِ وَسْمِ الْغَنَمِ فِي الْأُذُنِ، وَقَالَ شَارِحٌ، قَالَ فِي آذَانِهَا أَيْ: يَسِمُوهَا فِي آذَانِهَا، وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْأُذُنَ لَيْسَ مِنَ الْوَجْهِ ; لِأَنْكَارِهِ عَلَى مَا رَأَى مِنْ وَسْمِ وَجْهِ الْحِمَارِ. (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ) : وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَابْنُ مَاجَهْ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute