للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الْإِمْرَارِ بِالْفَكِّ، وَفَى نُسْخَةٍ أَمِرَّ بِالْإِدْغَامِ وَهُوَ بِفَتْحِ الرَّاءِ، وَيَجُوزُ كَسْرُهَا، وَفِي نُسْخَةٍ بِكَسْرِ هَمْزَةِ الْوَصْلِ وَسُكُونِ الْمِيمِ وَكَسْرِ الرَّاءِ أَمْرٌ مِنْ مَرَى يَمْرِي إِذَا مَسَحَ الضَّرْعَ، وَالْمَعْنَى سَيْلُهُ، وَاعْتَمَدَ عَلَيْهِ شَارِحٌ وَقَالَ: وَتَشْدِيدُ الرَّاءِ مِنَ الْإِمْرَارِ لَحْنٌ، ثُمَّ قَالَ: وَيُرْوَى أَمِرِ بِفَتْحِ هَمْزَةِ الْقَطْعِ يَعْنِي وَبِكَسْرِ الْمِيمِ وَكَسْرِ الرَّاءِ الْمُخَفَّفَةِ مَنْ أَمَارَ الدَّمَ أَيْ: أَجْرَاهُ وَمَارَ بِنَفْسِهِ أَيْ: جَرَى اهـ. وَهُوَ كَذَا فِي نُسْخَةٍ. وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ: أَصْحَابُ الْحَدِيثِ يَرْوُونَ هَذَا الْحَدِيثَ أَمِرَّ الدَّمَ شَدَّدَ الرَّاءَ وَهُوَ غَلَطٌ، وَإِنَّمَا هُوَ بِتَخْفِيفِ الرَّاءِ مِنْ مَرَى يَمْرِي، وَرَوَى بَعْضُهُمْ بِتَحْرِيكِ الْمِيمِ وَقَطْعِ الْأَلِفِ مِنْ أَمَارَ الَّذِي هُوَ أَفْعَلَ مِنْ مَارَ الدَّمَ مَوْرًا إِذَا جَرَى. وَقَالَ التُّورِبِشْتِيُّ: يَلْحَنُ كَثِيرٌ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ فِي هَذَا اللَّفْظِ، وَيُشَدِّدُونَ الرَّاءَ وَيُحَرِّكُونَ الْمِيمَ ظَنًّا مِنْهُمْ أَنَّهُ مِنَ الْإِمْرَارِ، وَلَيْسَ بِقَوِيمٍ، وَإِنَّمَا هُوَ بِتَخْفِيفِ الرَّاءِ مِنْ مَرَى يَمْرِي إِذَا مَسَحَ الضَّرْعَ لِيَدِرَّ، وَالْمَعْنَى اسْتِخْرَاجُ الدَّمِ وَسَيْلُهُ وَهُوَ مِنْ قَوْلِ الْخَطَّابِيِّ. قَالَ صَاحِبُ الْجَامِعِ: وَالَّذِي قَرَأْتُهُ فِي كِتَابِ أَبِي دَاوُدَ بَرَّاءَيْنِ مُظْهَرَتَيْنِ بِغَيْرِ إِدْغَامٍ، وَفِي إِحْدَى رِوَايَاتِ النَّسَائِيِّ كَذَلِكَ، وَقَالَ فِي النِّهَايَةِ: وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ كَإِمْرَارِ الْحَدِيدِ عَلَى الطَّسْتِ الْجَدِيدِ أَمْرَرْتُ الشَّيْءَ أَمُرُّهُ إِمْرَارًا إِذَا جَعَلْتُهُ بِمَرْأَى لِيَذْهَبَ يُرِيدُ كَجَرِّ الْحَدِيدِ عَلَى الطَّسْتِ اهـ. كَلَامُهُ، فَعَلَى هَذَا يَكُونُ الدَّمُ عِبَارَةً عَنْ سَيَلَانِهِ ; لِأَنَّ سَيَلَانَهُ مُسْتَلْزِمٌ لِإِمْرَارِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ اهـ. مَا ذَكَرَهُ الطِّيبِيُّ: وَفِي الْقَامُوسِ: مَرَّ الشَّيْءَ اسْتَخْرَجَهُ، وَأَمَارَهُ أَيْ: أَسَالَهُ، وَلَا شَكَّ أَنَّ هَذِهِ الْمَعَانِيَ أَنْسَبُ بِالْمَقَامِ، وَقَوْلُهُ: (بِمَ شِئْتَ) أَيْ: بِمَا شِئْتَ، حُذِفَ الْأَلِفُ مِنْ (مَا) الِاسْتِفْهَامِيَّةِ أَيْ: أَنْهِرِ الدَّمَ بِأَيِّ شَيْءٍ شِئْتَ مَا عَدَا السِّنَّ وَالظُّفُرَ. (وَاذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ) أَيْ: عَلَيْهِ (رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ) .

<<  <  ج: ص:  >  >>