٤١٤٢ - وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ. عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ «اقْتُلُوا الْحَيَّاتِ كُلَّهَا إِلَّا الْجَانَّ الْأَبْيَضَ الَّذِي كَأَنَّهُ قَضِيبُ فِضَّةٍ» " رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.
ــ
٤١٤٢ - (وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اقْتُلُوا الْحَيَّاتِ كُلَّهَا إِلَّا الْجَانَّ الْأَبْيَضَ الَّذِي كَأَنَّهُ قَضِيبُ فِضَّةٍ» ) : قَالَ ابْنُ الْمَلَكِ: وَلَعَلَّ النَّهْيَ عَنْ قَتْلِ هَذَا النَّوْعِ مِنَ الْحَيَّاتِ إِنَّمَا كَانَ لِعَدَمِ ضَرَرِهِ؛ لِأَنَّهُ لَا سُمَّ لَهُ. قُلْتُ: وَالْأَظْهَرُ أَنَّهُ لِمَا لَا ضَرَرَ مِنْهُ وَلَوْ كَانَ لَهُ سَمٌّ (رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ) : وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ الْحَيَّاتِ مَسْخُ الْجِنِّ، كَمَا مُسِخَتِ الْقِرَدَةُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ. رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ وَابْنُ حِبَّانَ عَنْهُ مَرْفُوعًا. وَفِي حَيَاةِ الْحَيَوَانِ لِلدَّمِيرِيِّ: وَمَا كَانَ مِنْهَا فِي الْبُيُوتِ لَا يُقْتَلُ حَتَّى يُنْذَرَ ثَلَاثَةَ أَيْامٍ لِقَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " «إِنَّ بِالْمَدِينَةِ جِنًّا قَدْ أَسْلَمُوا فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهَا شَيْئًا فَآذِنُوهُ ثَلَاثَةَ أَيْامٍ» " حَمَلَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ ذَلِكَ عَلَى الْمَدِينَةِ وَحْدَهَا، وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ عَامٌّ فِي كُلِّ بَلَدٍ لَا يُقْتَلُ حَتَّى يُنْذَرَ، وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي الْإِنْذَارِ هَلْ هُوَ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ أَوْ ثَلَاثُ مَرَّاتٍ؟ وَالْأَوَّلُ عَلَيْهِ الْجُمْهُورُ، وَكَيْفِيَّةُ ذَلِكَ) أَنْ يَقُولَ: أُنْشِدُكُنَّ بِالْعَهْدِ الَّذِي أَخَذَهُ عَلَيْكُنَّ نُوحٌ وَسُلَيْمَانُ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ أَنْ لَا تَبْدُونَ وَلَا تُؤْذُونَا، ثُمَّ قَالَ: وَعِنْدَ الْحَنَفِيَّةِ يَنْبَغِي أَنْ لَا يُقْتُلَ الْحَيَّةُ الْبَيْضَاءُ فَإِنَّهَا مِنَ الْجَانِّ، وَقَالَ الطَّحَاوِيُّ لَا بَأْسَ بِقَتْلِ الْجَمِيعِ، وَالْأَوْلَى هُوَ الْإِنْذَارُ، وَأَمَّا حَيَّةُ الْهَوَى الَّتِي ذُكِرَتْ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ أَبُو طَاهِرٍ الْمَقْدِسِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ، وَصَاحِبِ الْعَوَارِفِ «أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْشَدَ بِحَضْرَتِهِ رَجُلٌ:
قَدْ لَسَعَتْ حَيَّةُ الْهَوَى كَبِدِي ... فَلَا طَبِيبَ لَهَا وَلَا رَاقِيَ
إِلَّا الْحَبِيبُ الَّذِي شُغِفْتُ بِهِ ... فَإِنَّهُ عِلَّتِي وَتِرْيَاقِي
قَالَ: فَتَوَاجَدَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَتَوَاجَدَ أَصْحَابُهُ رِضْوَانُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبِهِ، فَلَمَّا فَرَغُوا أَوَى كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَكَانِهِ، ثُمَّ قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " لَيْسَ بِكَرِيمٍ مَنْ لَمْ يَهْتَزَّ عِنْدَ السَّمَاعِ " ثُمَّ قَسَّمَ رِدَاءَهُ عَلَى مَنْ حَضَرَ أَرْبَعَمِائَةِ قِطْعَةٍ» ، فَهَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ كَانَ وَضَعَهُ عَمَّارُ بْنُ إِسْحَاقَ فَإِنَّ بَاقِيَ الْإِسْنَادِ ثِقَةٌ، هَكَذَا قَالَهُ الذَّهَبِيُّ وَغَيْرُهُ وَهُوَ مِمَّا يُقْطَعُ بِكَذِبِهِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute