للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَبِفَتْحِ الْأَخِيرِ فِي النِّهَايَةِ: هِيَ إِنَاءٌ صَغِيرٌ فَارِسِيَّةٌ اهـ. وَقِيلَ: هِيَ قَصْعَةٌ صَغِيرَةٌ وَالْأَكْلُ مِنْهَا تَكَبُّرٌ وَمِنْ عَلَامَاتِ الْبُخْلِ وَقَالَ التُّورِبِشْتِيُّ: الرُّوَاةُ يَضُمُّونَ الْأَحْرُفَ الثَّلَاثَةَ مِنْ أَوَّلِهَا، وَقِيلَ: إِنَّ الصَّوَابَ فَتْحُ الرَّاءِ مِنْهَا وَهُوَ الْأَشْبَهُ؛ لِأَنَّهُ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، وَالرَّاءُ فِي الْأَصْلِ مِنْهُ مَفْتُوحَةٌ، وَالْعَجَمُ كَانَتْ تَسْتَعْمِلُهَا فِي الْكَوَامِيخِ وَمَا أَشْبَهَهَا مِنَ الْجَوَارِشَاتِ - يَعْنِي الْمُخَلَّلَاتِ - عَلَى الْمَوَائِدِ حَوْلَ الْأَطْعِمَةِ لِلتَّشَهِّي وَالْهَضْمِ، فَأَخْبَرَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يَأْكُلْ عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ قَطُّ. (وَلَا خُبِزَ) : مَاضٍ مَجْهُولٌ (لَهُ) : أَيْ لِأَجْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (مُرَقَّقٌ) : أَيْ مُلَيَّنٌ مُحَسَّنٌ، كَخُبْزِ الْحُوَّارَى وَشِبْهِهِ، ذَكَرَهُ السُّيُوطِيُّ، وَيُمْكِنُ أَنْ يُرَادَ بِهِ خُبْزُ الرِّقَاقِ وَهُوَ الْمُوَسَّعُ الدِّقَاقِ كَمَا هُوَ الْمُسْتَعْمَلُ فِي خُرَاسَانَ وَالْعِرَاقِ. (قِيلَ لِقَتَادَةَ: عَلَامَ يَأْكُلُونَ؟) : أَيِ الصَّحَابَةُ الَّذِينَ يَقْتَدُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَفُونَ آثَارَ طَرِيقَتِهِ، وَفِي نُسْخَةٍ بِالْخِطَابِ،: وَهُوَ خِلَافُ الرِّوَايَةِ وَالدِّرَايَةِ، وَيَرُدُّهُ رِوَايَةُ: مَا كَانُوا يَأْكُلُونَ؟ ، وَفِي رِوَايَاتِ التِّرْمِذِيِّ. " قَالَ يُونُسُ: فَقُلْتُ لِقَتَادَةَ: فَعَلَى مَا كَانُوا يَأْكُلُونَ؟ "، قَالَ مِيرَكْشَاهْ: كَذَا هُوَ فِي نُسَخِ الشَّمَائِلِ بِإِشْبَاعِ فَتْحَةِ الْمِيمِ، وَكَذَا هُوَ عِنْدَ بَعْضِ رُوَاةِ الْبُخَارِيِّ وَعِنْدَ أَكْثَرِهِمْ فَعَلَامَ. بِمِيمٍ مُفْرَدَةٍ اهـ.

وَاعْلَمْ أَنَّ حَرْفَ الْجَرِّ إِذَا دَخَلَ عَلَى " مَا " الِاسْتِفْهَامِيَّةِ حُذِفَ الْأَلِفُ لِكَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ، لَكِنْ قَدْ تَرِدُ فِي الِاسْتِعْمَالَاتِ الْقَلِيلَةِ عَلَى الْأَصْلِ نَحْوَ قَوْلِ حَسَّانَ: عَلَى مَا قَالَ يَشْتِمُنِي لَئِيمٌ

ثُمَّ اعْلَمْ أَنَّهُ إِذَا اتَّصَلَ الْجَارُّ بِمَا الِاسْتِفْهَامِيَّةِ الْمَحْذُوفَةِ الْأَلِفِ نَحْوَ: حَتَّامَ وَعَلَامَ كُتِبَ مَعَهَا بِالْأَلِفِ لِشِدَّةِ الِاتِّصَالِ بِالْحُرُوفِ، وَالْمَعْنَى: عَلَى أَيِّ شَيْءٍ كَانُوا يَأْكُلُونَ. (قَالَ) : أَيْ قَتَادَةُ (عَلَى السُّفَرِ) : بِضَمٍّ فَفَتْحٍ جَمْعُ سُفَرَةٍ. فِي النِّهَايَةِ: السُّفْرَةُ الطَّعَامُ يَتَّخِذُهُ الْمُسَافِرُ، وَأَكْثَرُ مَا يُحْمَلُ فِي جِلْدٍ مُسْتَدِيرٍ، فَنُقِلَ اسْمُ الطَّعَامِ إِلَى الْجِلْدِ وَسُمِّيَ بِهِ كَمَا سُمِّيَتِ الْمَزَادَةُ رَاوِيَةً، وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنَ الْأَسْمَاءِ الْمَنْقُولَةِ اهـ.

ثُمَّ اشْتُهِرَتْ لِمَا يُوضَعُ عَلَيْهِ الطَّعَامُ جِلْدًا كَانَ أَوْ غَيْرَهُ، مَا عَدَا الْمَائِدَةَ لِمَا مَرَّ مِنْ أَنَّهَا شِعَارُ الْمُتَكَبِّرِينَ غَالِبًا، فَالْأَكْلُ عَلَيْهَا سُنَّةٌ وَعَلَى الْخِوَانِ بِدْعَةٌ، لَكِنَّهَا جَائِزَةٌ (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ) .

<<  <  ج: ص:  >  >>