بِفَتْحِ الْجِيمِ وَهِيَ مَصْدَرُ مَرَّةٍ، فَفِي الْقَامُوسِ: الْجُوعُ ضِدُّ الشِّبَعِ وَبِالْفَتْحِ الْمَصْدَرُ (أَوْ حُجْرًا) : بِضَمِّ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الْجِيمِ فَرَاءٍ أَيْ مَكَانٌ مُحْجَرٌ، وَمِنْهُ الْحُجْرَةُ مَأْخُوذٌ مِنَ الْحَجْرِ مُثَلَّثَةً: الْمَنْعُ، فَإِنَّهُ يَمْنَعُ دُخُولَ غَيْرِهِ عَلَيْهِ إِلَّا بِإِذْنِهِ، أَوْ يَدْفَعُ وُصُولَ الشَّمْسِ وَحُصُولَ الْهَوَاءِ الْمُخَالِفِ إِلَيْهِ، وَإِلَيْهِ أَشَارَ بِقَوْلِهِ: (يَتَدَخَّلُ فِيهِ) : أَيْ يَتَكَلَّفُ فِي دُخُولِهِ لِكَوْنِهِ ضَيِّقًا أَوْ حَبْسًا (مِنَ الْحَرِّ وَالْقُرِّ) : أَيْ مِنْ أَجْلِهِمَا وَالْقُرُّ بِالضَّمِّ وَيُخَصُّ بِالشِّتَاءِ عَلَى مَا فِي الْقَامُوسِ، وَمِنْهُ مَا فِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ: " لَا حَرَّ وَلَا قُرَّ "، وَأَمَّا الْقَرُّ بِفَتْحِ الْقَافِ فَهُوَ بِمَعْنَى الْبَارِدِ، وَأَمَّا مَا ضُبِطَ فِي بَعْضِ النُّسَخِ بِالْفَتْحِ فَهُوَ إِمَّا غَفْلَةٌ أَوْ أَرَادَ الْمُشَاكَلَةَ، وَأَرَادَ بِالْحَرِّ الْحَارِّ. وَفِي نُسْخَةٍ صَحِيحَةٍ " أَوْ حُجْرٍ " بِضَمِّ جِيمٍ فَسُكُونٍ: قَالَ الطِّيبِيُّ: وَلَعَلَّ الْأَنْسَبَ فِيهِ ضَمُّ الْجِيمِ وَبَعْدَهَا جَاءَ سَاكِنَةً لِيُوَافِقَ الْقَرِينَتَيْنِ السَّابِقَتَيْنِ فِي الْحَقَارَةِ تَشْبِيهًا بِجُحْرِ الْيَرَابِيعِ وَنَحْوِهَا فِي الْحَقَارَةِ، وَمِنْ ثَمَّ عَقَّبَهُ بِقَوْلِهِ " يَتَدَخَّلُ "، فَإِنَّهُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ بِقَدْرِ الْحَاجَةِ، بَلْ أَقَلُّ وَأَقَلُّهُ يَدْفَعُ عَنْهُ الْحَرَّ وَالْبَرْدَ. (رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الْإِيمَانِ) : وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ زَادَ: مُرْسَلًا وَهُوَ غَيْرُ مُلَائِمٍ لِلْمَقَامِ، وَلَعَلَّهُ قُيِّدَ لِرِوَايَةِ الْبَيْهَقِيِّ، وَالْأَظْهَرُ أَنَّهُ انْتِقَالٌ مِنَ الْحَدِيثِ الثَّانِي بَعْدَ هَذَا، فَإِنَّهُ مُرْسَلٌ كَمَا سَيَأْتِي، وَزَادَ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ: فَلَمَّا كَبَّرَ عَلَى أَصْحَابِهِ قَالَ: " «إِنْ أَصَبْتُمْ مِثْلَ هَذَا وَضَرَبْتُمْ بِأَيْدِيكُمْ فَقُولُوا: بِسْمِ اللَّهِ عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ، فَإِذَا شَبِعْتُمْ فَقُولُوا: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هُوَ أَشْبَعَنَا وَرَوَانَا وَأَنْعَمَ عَلَيْنَا وَأَفْضَلَ، فَإِنَّ هَذَا كَفَافُ هَذَا» ".
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute