للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٤٣٨٠ - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ: كُلْ مَا شِئْتَ، وَالْبَسْ مَا شِئْتَ، مَا أَخْطَأَتْكَ اثْنَتَانِ: سَرَفٌ وَمَخِيلَةٌ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي تَرْجَمَةِ بَابٍ.

ــ

٤٣٨٠ - (وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كُلْ مَا شِئْتَ، وَالْبَسْ مَا شِئْتَ) : أَيْ مِنَ الْمُبَاحَاتِ فِيهَا (مَا أَخْطَأَتْكَ اثْنَتَانِ) : مَا لِلدَّوَامِ أَيْ مُدَّةَ تَجَاوُزِ الْخَصْلَتَيْنِ عَنْكَ (سَرَفٌ) : بِفَتْحَتَيْنِ أَيْ إِسْرَافٌ (وَمَخِيلَةٌ) : بِفَتْحٍ فَكَسْرٍ أَيْ كِبْرٌ وَخُيَلَاءُ، وَقَدْ رَوَى ابْنُ مَاجَهْ عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا: " «إِنَّ مِنَ السَّرَفِ أَنْ تَأْكُلَ كُلَّ مَا اشْتَهَيْتَ» " وَالْقِيَاسُ عَلَيْهِ أَنْ يَكُونَ مِنَ السَّرَفِ أَنْ تَلْبَسَ كُلَّ مَا اشْتَهَيْتَ. قَالَ الطِّيبِيُّ: وَنَفْيُ السَّرَفِ مُطْلَقًا يَسْتَلْزِمُ نَفْيَ الْمَخِيلَةِ، فَنَفْيُ الْمَخِيلَةِ بَعْدَهُ لِلتَّأْكِيدِ وَاسْتِيعَابِ مَا يُعْرَفُ مِنْهُمَا نَحْوَ قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا} [الإسراء: ٢٣] ، قُلْتُ: الظَّاهِرُ أَنَّ الْآيَةَ نَظِيرُ الْحَدِيثِ لِكَوْنِ الِانْتِهَارِ يَشْمَلُ الْأُفَّ. نَعَمْ مَفْهُومُ النَّهْيِ النَّهْيُ عَنِ الِانْتِهَارِ بِالطَّرِيقِ الْأَوْلَى، وَلَيْسَ كَذَلِكَ فِي الْحَدِيثِ، بَلِ الظَّاهِرُ مِنْهُ أَنَّ الْإِسْرَافَ مُتَعَلِّقٌ بِالْكِمِّيَّةِ وَالْمَخِيلَةَ بِالْكَيْفِيَّةِ ; وَلِذَا قِيلَ: لَا خَيْرَ فِي سَرَفٍ وَلَا سَرَفَ فِي خَيْرٍ (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي تَرْجَمَةِ بَابٍ) : يَعْنِي تَعْلِيقًا بِلَا إِسْنَادٍ وَهُوَ مَوْقُوفٌ، لَكِنْ فِي مَعْنَى الْمَرْفُوعِ الَّذِي يَلِيهِ وَهُوَ قَوْلُ الْمُؤَلِّفِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>