٤٦٨٤ - «وَعَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ أَبِي جَهْلٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ جِئْتُهُ: " مَرْحَبًا بِالرَّاكِبِ الْمُهَاجِرِ» ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.
ــ
٤٦٨٤ - (وَعَنْ عِكْرِمَةَ) : رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صَحَابِيٌّ جَلِيلٌ حَسُنَ إِسْلَامُهُ ; بِحَيْثُ كَانَ إِذَا فَتَحَ الْمُصْحَفَ يَقُولُ: هَذَا كَلَامُ رَبِّي وَيُغْشَى عَلَيْهِ (ابْنِ أَبِي جَهْلٍ) أَيْ: فِرْعَوْنَ هَذِهِ الْأُمَّةِ. كَانَ يُكَنَّى أَبَا الْحَكَمِ، فَكُنَّاهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَبَا جَهْلٍ، فَغَلَبَتْ عَلَيْهِ هَذِهِ الْكُنْيَةُ، وَأَغْرَبَ الْمُصَنِّفُ حَيْثُ ذَكَرَهُ فِي التَّابِعِينَ، وَكَانَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا رَأَى عِكْرِمَةَ يَقُولُ: يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ.
(قَالَ) أَيْ: عِكْرِمَةُ (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ جِئْتُهُ) أَيْ: عَامَ الْفَتْحِ، وَزَادَ مَالِكٌ فِي الْمُوَطَّأِ: «فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَثَبَ إِلَيْهِ فَرِحًا وَمَا عَلَيْهِ رِدَاءٌ حَتَّى بَايَعَهُ» (مَرْحَبًا) : مَقُولُ الْقَوْلِ أَيْ: جِئْتَ مَرْحَبًا، أَيْ: مَوْضِعًا وَاسِعًا، وَالْأَظْهَرُ رَحَّبَ مَرْحَبًا (بِالرَّاكِبِ الْمُهَاجِرِ) أَيْ: إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، أَوْ مِنْ دَارِ الْحَرْبِ إِلَى دَارِ الْإِسْلَامِ، وَفِيهِ إِشْعَارٌ بِأَنَّ قَوْلَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ» " أَيْ: مِنْ مَكَّةَ ; لِأَنَّهَا صَارَتْ دَارَ الْإِسْلَامِ، بِخِلَافِ مَا قَبْلَ الْفَتْحِ، فَإِنَّ الْهِجْرَةَ كَانَتْ وَاجِبَةً، بَلْ شَرْطًا، وَأَمَّا الْهِجْرَةُ مِنْ دَارِ الْكُفْرِ إِلَى دَارِ الْإِسْلَامِ فَوُجُوبُهَا بَاقٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute