٤٧٣٩ - وَعَنْ أَبِي أَيُّوبَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " «إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَلْيَقُلِ الَّذِي يَرُدُّ عَلَيْهِ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، وَلْيَقُلْ هُوَ: يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ» ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَالدَّارِمِيُّ.
ــ
٤٧٣٩ - (وَعَنْ أَبِي أَيُّوبَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " «إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ» ) أَيْ: تَصْرِيحًا بِالْإِجْمَالِ، فَالزِّيَادَةُ مِنْ بَابِ الْإِكْمَالِ (وَلْيَقُلْ) أَيْ: وُجُوبًا عَلَى مَا هُوَ مَذْهَبُنَا وَعَلَيْهِ الْجُمْهُورُ (الَّذِي يَرُدُّ عَلَيْهِ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ) : خَبَرٌ مَعْنَاهُ الدُّعَاءُ (وَلْيَقُلْ) أَيْ: نَدْبًا (هُوَ) أَيِ: الْعَاطِسُ (يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ) : الْبَالُ الْقَلْبُ، يَقُولُ: فُلَانٌ مَا يَخْطُرُ بِبَالِي، أَيْ: قَلْبِي، وَالْبَالُ رَخَاءُ الْعَيْشِ. يُقَالُ: فُلَانٌ رَخِيُّ الْبَالِ، أَيْ: وَاسِعُ الْعَيْشِ، وَالْبَالُ الْحَالُ، يَقُولُ: مَا بَالُكَ؟ أَيْ: حَالُكَ. وَالْبَالُ فِي الْحَدِيثِ يَحْتَمِلُ الْمَعَانِيَ الثَّلَاثَةَ، وَالْأَوْلَى أَنَّ الْحَمْلَ عَلَى الْمَعْنَى الثَّالِثِ أَنْسَبُ لِعُمُومِهِ الْمَعْنَيَيْنِ الْأَوَّلَيْنِ أَيْضًا، كَذَا فِي الْمَفَاتِيحِ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى، فَإِنَّهُ إِذَا صَلَحَ الْقَلْبُ صَلَحَ الْحَالُ، هَذَا وَقَالَ النَّوَوِيُّ: اتَّفَقُوا عَلَيَّ أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ لِلْعَاطِسِ أَنْ يَقُولَ عَقِيبَ عُطَاسِهِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، فَلَوْ زَادَ رَبِّ الْعَالَمِينَ كَانَ أَحْسَنَ، فَلَوْ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ كَانَ أَفْضَلَ. قُلْتُ: وَرَوَى ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي مُصَنَّفِهِ عَنْ عَلِيٍّ مَوْقُوفًا: «مَنْ قَالَ عِنْدَ كُلِّ عَطْسَةٍ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ عَلَى كُلِّ حَالٍ مَا كَانَ لَمْ يَجِدْ وَجَعَ ضِرْسٍ وَلَا أُذُنٍ أَبَدًا» . قَالَ الْعَسْقَلَانِيُّ: هَذَا مَوْقُوفٌ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ، وَمِثْلُهُ لَا يُقَالُ مِنْ قِبَلِ الرَّأْيِ، أَيْ: فَلَهُ حُكْمُ الْمَرْفُوعِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute