للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٥٦ - وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ( «لَا يَخْرُجِ الرَّجُلَانِ يَضْرِبَانِ الْغَائِطَ كَاشِفَيْنِ عَنْ عَوْرَتِهِمَا يَتَحَدَّثَانِ، فَإِنَّ اللَّهَ يَمْقُتُ عَلَى ذَلِكَ» ) رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَابْنُ مَاجَهْ.

ــ

٣٥٦ - (وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَا يَخْرُجِ الرَّجُلَانِ) أَكْثَرُ الشُّرَّاحِ عَلَى أَنَّهُ مَجْزُومٌ لِأَنَّهُ نَهْيٌ، فَيَكُونُ بِكَسْرِ الْجِيمِ وَصْلًا، وَقِيلَ: مَنْفِيٌّ فَيَكُونُ بِضَمِّ الْجِيمِ وَصْلًا، وَكَذَا الْمَرْأَتَانِ (يَضْرِبَانِ) : أَيْ: يَفْعَلَانِ (الْغَائِطَ) : فَهُوَ مِنْ بَابِ ذِكْرِ السَّبَبِ وَإِرَادَةِ الْمُسَبَّبِ. قَالَ التُّورِبِشْتِيُّ: يُقَالُ ضَرَبْتُ الْأَرْضَ إِذَا أَتَيْتُ الْخَلَاءَ وَضَرَبْتُ فِي الْأَرْضِ إِذَا سَافَرْتُ. وَقَالَ الْأَبْهَرِيُّ: الضَّرْبُ فِي الْأَرْضِ الذَّهَابُ فِيهَا وَالْأَصْلُ فِيهِ أَنَّ الذَّاهِبَ فِي الْأَرْضِ يَضْرِبُهَا بِرِجْلِهِ. وَقَالَ الطِّيبِيُّ: قِيلَ نُصِبَ الْغَائِطُ بِنَزْعِ الْخَافِضِ أَيْ لِلْغَائِطِ وَفِي مُخْتَصَرِ النِّهَايَةِ يَضْرِبُ الْغَائِطَ وَالْخَلَاءَ وَالْأَرْضَ إِذَا ذَهَبَ لِقَضَاءِ الْحَاجَةِ، فَالْمَعْنَى يَمْشِيَانِ لِأَجْلِ قَضَاءِ الْحَاجَةِ أَوْ يَأْتِيَانِ الْخَلَاءَ حَالَ كَوْنِهِمَا (كَاشِفَيْنِ عَنْ عَوْرَتِهِمَا) يَنْظُرُ كُلٌّ إِلَى عَوْرَةِ صَاحِبِهِ عِنْدَ الذَّهَابِ أَوْ وَقْتَ التَّغَوُّطِ (يَتَحَدَّثَانِ) حَالٌ ثَانِيَةٌ وَقَالَ الطِّيبِيُّ: يَضْرِبَانِ وَيَتَحَدَّثَانِ صِفَتَا " الرَّجُلَانِ " لِأَنَّ التَّعْرِيفَ فِيهِ لِلْجِنْسِ أَيْ: رَجُلَانِ مِنْ جِنْسِ الرِّجَالِ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَا خَبَرَيْنِ لِمُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ أَيْ: هُمَا يَضْرِبَانِ وَيَتَحَدَّثَانِ اسْتِئْنَافًا وَكَاشِفَيْنِ حَالٌ مُقَدَّرَةٌ مِنْ ضَمِيرِ يَضْرِبَانِ، وَلَوْ جُعِلَ حَالًا مِنْ ضَمِيرِ يَتَحَدَّثَانِ لَمْ تَكُنْ مُقَدَّرَةً، وَعَلَى هَذِهِ التَّقَادِيرِ النَّهْيُ مُنْصَبٌّ عَلَى الْجَمِيعِ اهـ. فَإِنَّ الْجَمْعَ بِمَعْنَى الْمَجْمُوعِ وَهُوَ الْمُوجِبُ لِلْمَقْتِ الَّذِي هُوَ أَشَدُّ الْغَضَبِ وَلِذَا قَالَ: (فَإِنَّ اللَّهَ يَمْقُتُ) : بِضَمِّ الْقَافِ أَيْ: يَغْضَبُ (عَلَى ذَلِكَ) أَيْ: عَلَى مَا ذُكِرَ وَهُوَ الْمَرْكَبُ مِنْ مُحَرَّمٍ وَهُوَ كَشْفُ الْعَوْرَةِ بِحَضْرَةِ الْآخَرِ، وَمَكْرُوهٌ وَهُوَ التَّحَدُّثُ وَقْتَ قَضَاءِ الْحَاجَةِ. قَالَ فِي شَرْحِ السُّنَّةِ: لَا يَذْكُرِ اللَّهَ بِلِسَانِهِ فِي قَضَاءِ الْحَاجَةِ وَلَا فِي الْمُجَامَعَةِ بَلْ فِي النَّفْسِ. قَالَ أَبُو عَمْرٍو: سُلِّمَ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَمْ يَرُدَّ وَإِذَا عَطَسَ فِي الْخَلَاءِ يَحْمَدِ اللَّهَ فِي نَفْسِهِ قَالَهُ الْحَسَنُ وَالشَّعْبِيُّ وَالنَّخَعِيُّ (رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَابْنُ مَاجَهْ) وَسَنَدُهُ حَسَنٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>