٣٥٧ - وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ( «إِنَّ هَذِهِ الْحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ، فَإِذَا أَتَى أَحَدُكُمُ الْخَلَاءَ، فَلْيَقُلْ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْخُبْثِ وَالْخَبَائِثِ» . رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَهْ.
ــ
٣٥٧ - (وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ) : صَحَابِيٌّ مَشْهُورٌ كَذَا فِي التَّقْرِيبِ. قَالَ الْمُصَنِّفُ: يُكَنَّى أَبَا عَمْرٍو الْأَنْصَارِيَّ الْخَزْرَجِيَّ، يُعَدُّ فِي الْكُوفِيِّينَ وَسَكَنَهَا وَمَاتَ بِهَا سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ، وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ، رَوَى عَنْهُ عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ وَغَيْرُهُ (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (إِنَّ هَذِهِ الْحُشُوشَ) بِضَمِّ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ جَمْعُ حَشَّ بِفَتْحِ الْحَاءِ وَضَمِّهَا وَهُوَ الْكَنِيفُ، وَأَصْلُ الْحَشِّ جَمَاعَةُ النَّخْلِ لِاكْتِنَافِهِ، ثُمَّ كُنِّيَ بِهِ عَنِ الْخَلَاءِ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَتَغَوَّطُونَ بَيْنَ النَّخِيلِ كَذَا ذَكَرَهُ الشُّرَّاحُ. وَقَالَ الطِّيبِيُّ: جَمْعُ حُشٍّ وَهُوَ بِالضَّمِّ مَوْضِعُ الْغَائِطِ وَبِالْفَتْحِ الْبُسْتَانُ لِأَنَّهُمْ قَبْلَ أَنْ يُتَّخَذَ الْكَنِيفُ فِي الْبُيُوتِ كَانُوا كَثِيرًا يَتَغَوَّطُونَ فِي الْبَسَاتِينِ (مُحْتَضَرَةٌ) : أَيْ: بِحَضْرَةِ الْجِنِّ وَالشَّيَاطِينِ يَتَرَصَّدُونَ بَنِي آدَمَ بِالْأَذَى وَالْفَسَادِ، لِأَنَّهُ مَوْضِعٌ تُكْشَفُ الْعَوْرَةُ فِيهِ وَلَا يُذْكَرُ اسْمُ اللَّهِ فِيهِ (فَإِذَا أَتَى أَحَدُكُمُ الْخَلَاءَ) : أَيْ: قَرُبَ إِلَيْهِ (فَلْيَقُلْ) الْأَمْرُ لِلنَّدْبِ (أُعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْخُبْثِ) : بِضَمِّ الْمُوَحَّدَةِ وَيُسَكَّنُ (وَالْخَبَائِثِ) وَتَقَدَّمَ أَنَّهُ يَقُولُ: اللَّهُمَّ (إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبْثِ وَالْخَبَائِثِ فَيَتَخَيَّرُ بَيْنَ الصِّيغَتَيْنِ كَذَا قَالَهُ ابْنُ حَجَرٍ وَالْأَوْلَى أَنْ يَقُولَ هَذَا مَرَّةً وَالْآخَرَ مَرَّةً أَوْ يَجْمَعَ بَيْنَهُمَا، أَوْ هَذَا مُخْتَصٌّ بِأَهْلِ الْغَفْلَةِ وَالْأَوَّلُ لِأَرْبَابِ الْحُضُورِ وَالْمُشَاهَدَةِ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ أَنَّ هَذَا أَمْرٌ وَذَاكَ فِعْلُهُ (رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَابْنُ مَاجَهْ) وَسَنَدُهُ حَسَنٌ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute