٤٧٧٦ - وَقَالَ: وَغَيَّرَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اسْمَ الْعَاصِ، وَعَزِيزٍ، وَعَتَلَةَ، وَشَيْطَانٍ، وَالْحَكَمِ، وَغُرَابٍ، وَحُبَابٍ، وَشِهَابٍ، وَقَالَ: تَرَكْتُ أَسَانِيدَهَا لِلِاخْتِصَارِ.
ــ
٤٧٧٦ - (وَقَالَ) أَيْ: أَبُو دَاوُدَ بِطَرِيقِ التَّعْلِيقِ (وَغَيَّرَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اسْمَ الْعَاصِ) : قَالَ شَارِحٌ: لِأَنَّهُ مِنَ الْعِصْيَانِ. وَفِي الْفَائِقِ: كَرِهَ الْعَاصِيَ؛ لِأَنَّ شِعَارَ الْمُؤْمِنَ الطَّاعَةُ، لَكِنَّ الْمَفْهُومَ مِنَ الْقَامُوسِ أَنَّ الْعَاصَ لَيْسَ مِنْ مَادَّةِ الْعِصْيَانِ؛ حَيْثُ ذُكِرَ فِي مُعْتَلِّ الْعَيْنِ؛ لِأَنَّ الْأَعْيَاصَ مِنْ قُرَيْشٍ أَوْلَادُ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ الْأَكْبَرِ، وَهُمْ: الْعَاصُ، وَأَبُو الْعَاصِ، وَالْعِيصُ، وَأَبُو الْعِيصِ، قَالَ: وَالْعِيصُ الْمَنْبِتُ، وَعِيصُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، فَلَعَلَّ التَّبْدِيلَ الِاسْمِيَّ لِأَجْلِ الِاشْتِبَاهِ اللَّفْظِيِّ. (وَعَزِيزٍ) ؛ لِأَنَّهُ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى فَيَنْبَغِي أَنْ يُقَالَ: عَبْدُ الْعَزِيزِ؛ لِأَنَّ الْعَبْدَ مَوْصُوفٌ بِالذُّلِّ وَالْخُضُوعِ، وَالْعِزَّةُ لِلَّهِ تَعَالَى، وَكَذَا لَا يَنْبَغِي أَنْ يُسَمَّى بِحَمِيدٍ، فَإِنَّهُ مِنْ أَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ عَلَى وَجْهِ الْمُبَالَغَةِ، فَلَا يُقَالُ إِلَّا عَبْدُ الْحَمِيدِ، وَكَذَلِكَ الْكَرِيمُ وَأَمْثَالُهُ. (وَعَتَلَةَ) : بِفُتُحَاتٍ؛ لِأَنَّ مَعْنَاهُ الْغِلْظَةُ وَالشِّدَّةُ مِنْ عَتَلْتُهُ إِذَا جَذَبْتُهُ جَذْبًا عَنِيفًا، وَالْمُؤْمِنُ مَوْصُوفٌ بِلِينِ الْجَانِبِ وَخَفْضِ الْجَنَاحِ، وَقِيلَ: الْعَتَلَةُ عَمُودُ حَدِيدٍ يُهْدَمُ بِهِ الْحِيطَانُ، وَقِيلَ: حَدِيدَةٌ كَبِيرَةٌ يُقْلَعُ بِهَا الْحَجَرُ وَالشَّجَرُ. (وَشَيْطَانٍ) ؛ لِأَنَّهُ مَعَ قَطْعِ النَّظَرِ عَنْ مُسَمَّاهُ يَتَشَاءَمُ بِهِ كُلُّ مَنْ رَآهُ، وَهُوَ بِاعْتِبَارِ اللُّغَةِ أَيْضًا مَأْخُوذٌ مَنْ شَاطَ احْتَرَقَ أَوْ هَلَكَ. قَالَ صَاحِبُ الْقَامُوسِ: وَمِنْهُ الشَّيْطَانُ فِي قَوْلٍ، أَوْ مِنْ شَطَنَ، فَفِي الْقَامُوسِ: الشَّاطِنُ الْخَبِيثُ وَالشَّيْطَانُ مَعْرُوفٌ، وَكُلُّ عَاتٍ مُتَمَرِّدٍ مِنْ إِنْسٍ أَوْ جِنٍّ أَوْ دَابَّةٍ، وَشَيْطَنَ وَتَشَيْطَنَ فَعَلَ فِعْلَهُ، وَالْحَيَّةُ. وَفِي شَرْحِ السُّنَّةِ: لِأَنَّ اشْتِقَاقَهُ مِنَ الشَّطَنِ وَهُوَ الْبُعْدُ عَنِ الْخَيْرِ. (وَالْحَكَمِ) : بِفُتْحَتَيْنِ مُبَالَغَةُ الْحَاكِمِ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى هُوَ الْحَاكِمُ وَلَا حُكْمَ إِلَّا لَهُ، فَإِذَا كَانَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute