٤٩٠٨ - وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " «حُبُّكَ الشَّيْءَ يُعْمِي وَيُصِمُّ» ". رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.
ــ
٤٩٠٨ - (وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: حُبُّكَ) : مِنْ إِضَافَةِ الْمَصْدَرِ إِلَى فَاعِلِهِ وَمَفْعُولِهِ (الشَّيْءَ) : وَهُوَ مُبْتَدَأٌ خَبَرُهُ ( «يُعْمِي وَيُصِمُّ» ) : بِضَمِّ أَوَّلِهِمَا وَكَسْرِ عَيْنِهِمَا أَيْ: يَجْعَلُكَ أَعْمَى عَنْ رُؤْيَةِ مَعَايِبِ الشَّيْءِ الْمَحْبُوبِ بِحَيْثُ لَا تُبْصِرُ فِيهِ عَيْبًا، وَيَجْعَلُكَ أَصَمَّ عَنْ سَمَاعِ قَبَائِحِهِ بِحَيْثُ لَا تَسْمَعُ فِيهِ كَلَامًا قَبِيحًا لِاسْتِيلَاءِ سُلْطَانِ الْمَحَبَّةِ عَلَى فُؤَادِكَ، كَمَا قَالَ:
وَعَيْنُ الرِّضَا عَنْ كُلِّ عَيْبٍ كَلِيلَةٌ ... وَلَكِنَّ عَيْنَ السُّخْطِ تُبْدِي الْمَسَاوِيَا
وَحَاصِلُهُ، أَنَّكَ تَرَى الْقَبِيحَ مِنْهُ حَسَنًا، وَتَسْمَعُ مِنْهُ الْخَنَا قَوْلًا جَمِيلًا كَمَا قِيلَ:
وَيَقْبُحُ مِنْ سِوَاكَ الْفِعْلُ عِنْدِي ... فَتَفْعَلُهُ فَيَحْسُنُ مِنْكَ ذَاكَا
وَقَالَ الْأُسْتَاذُ أَبُو عَلِيٍّ: حُبُّكَ الشَّيْءَ يُعْمِي عَنِ الْغَيْرِ غَيْرَةً وَعَنِ الْمَحْبُوبِ هَيْبَةً. قَالَ الطِّيبِيُّ: وَمَوْرِدُ الْحَدِيثِ فِي الذَّمِّ، وَذِكْرُ الْعَصَبِيَّةِ يَسْتَدْعِي أَنْ يُقَالَ: إِنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ فِيمَنْ يَتَعَصَّبُ لِغَيْرِهِ وَيُحَامِيهِ بِالْبَاطِلِ، وَحُبُّهُ إِيَّاهُ يُعْمِيهِ عَنْ أَنْ يُبْصِرَ الْحَقَّ فِي قَضِيَّتِهِ، وَيُصِمُّهُ عَنْ أَنْ يَسْمَعَ الْحَقَّ فِي قِصَّتِهِ، وَإِلَّا فَالْحَدِيثُ ذُو وَجْهَيْنِ. (رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ) : وَكَذَا أَحْمَدُ وَالْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ عَنْهُ، وَالْخَرَائِطِيُّ فِي اعْتِلَالِ الْقُلُوبِ عَنْ أَبِي بَرْزَةَ، وَابْنُ عَسَاكِرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute