٥١٢١ - وَعَنْ أَنَسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " «مَنْ خَزَنَ لِسَانَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ كَفَّ اللَّهُ عَنْهُ عَذَابَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنِ اعْتَذَرَ إِلَى اللَّهِ قَبِلَ اللَّهُ عُذْرَهُ» ".
ــ
٥١٢١ - (وَعَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: مَنْ خَزَنَ) : بِفَتْحِ زَايٍ أَيْ: حَفِظَ (لِسَانَهُ) : قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
إِذَا الْمَرْءُ لَمْ يَخْزُنْ عَلَيْهِ لِسَانَهُ ... فَلَيْسَ عَلَى شَيْءٍ سِوَاهُ بِخَزَّانِ
قَالَ الطِّيبِيُّ أَيْ: مَنْ سَتَرَ عُيُوبَ النَّاسِ وَكَتَمَهَا (سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ) أَيْ: عَيْبَهُ عَنِ النَّاسِ، أَوْ عَنِ الْحَفَظَةِ وَلَا مَانِعَ مِنَ الْجَمْعِ (وَمَنْ كَفَّ) أَيْ: مَنَعَ (غَضَبَهُ) أَيْ: عَنِ النَّاسِ (كَفَّ اللَّهُ عَنْهُ عَذَابَهُ) أَيِ: الَّذِي أَثَّرَ غَضَبَهُ (يَوْمَ الْقِيَامَةِ) : جَزَاءً وِفَاقًا. وَفِي الْجَامِعِ بِرِوَايَةِ ابْنِ أَبِي الدُّنْيَا عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «مَنْ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ أَيْ: بِأَنْ لَمْ يُعَذِّبْهُ» فَتَوَافَقَ الْحَدِيثَانِ (وَمَنِ اعْتَذَرَ) : فِيمَا وَقَعَ لَهُ مِنَ التَّقْصِيرِ (إِلَى اللَّهِ) أَيْ: بِالرُّجُوعِ إِلَيْهِ وَإِظْهَارِ الْعَجْزِ لَدَيْهِ (قَبِلَ اللَّهُ عُذْرَهُ) : ظَاهِرُ نَظَائِرِهِ أَنْ يُقَالَ: وَمَنْ قَبِلَ عُذْرَ أَخِيهِ قَبَلَ اللَّهُ عُذْرَهُ، وَلَعَلَّهُ مِنْ تَصَرُّفَاتِ الرُّوَاةِ أَوِ الْحِكْمَةُ اقْتَضَتْ ذَلِكَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا هُنَالِكَ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute